الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من عجز عن رد المظالم إلى أهلها

السؤال

أريد أن تعرف لي حكم الدين فمن أخذ مالا بدون علم صاحبه ليحل به أزمة ومشاكل كانت سوف تهدم حياته لكثرة الديون عليه فاشتغل سنين لسداد ديونه والحمد لله ولكن بقي هذا المال وهو الآن لأعمل له وهذه الأموال كثيرة عليه ولا يستطيع ردها ولا يملكها لأنه دفعها لحل مشاكل كان لا يستطيع حلها بدونه فما الحل فهو خائف من الله ويستغفر كثيرا ويطلب من الله أن يقضي دينة علما بأنه يصلي ويصوم نوافل كثيرة ويحفظ القرآن ولا يستطيع فعل أي شيء لأنه لا يملك أي مبلغ لرده خصوصا أنه عاش سنين لقضاء ديونه ولن يستطيع الاقتراض مرة أخرى لرد هذه المظالم فما هو الحل للذي لا يقدر على رد المظالم وهو تائب إلى الله وخائف من الله أرجوك أعني ولا تقل إنه ليس هناك أمل فأنا مكتوفة اليدين وعائشة كل أيامي أحلم بمخرج في فتوى تريحني فلا أجد غير رحمة الله الواسعة أرجوك منتظرة الرد بفارغ الصبر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أغواه الشيطان وزين له أخذ أموال الناس تحت همِّ الديون وخشية تبعتها فسبيل خلاصه أن يتوب إلى الله عز وجل ويندم على ما فعل ويرد المال المأخوذ إلى مالكه إن كان حيا أو إلى ورثته إن كان ميتا، ولا تكتمل توبته إلا برد الحق إلى صاحبه، فإن عجز عن ذلك فقد قام بالواجب المستطاع؛ لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. ومع هذا يبقى الدين في ذمته إلى أن ييسر، فإن مات مع استمرار العجز وصدق التوبة فيرجى أن يقضيه الله عنه إن فعل ما يستطيع، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.{ التغابن، 16}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني