الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العلاقة مع الأجنبية للاستشارة الدينية

السؤال

سؤالي هو عن علاقة عن طريق النت بدأت بها بشيء ووصلت إلى شيء آخر، لقد بدأت بعلاقتي مع فتاة من أهل الخير من أحد المنتديات وبدأنا نتحدث سوية والذي بيننا أخوة.. وأنا في السابق كنت ملتزما ولكن رفاقي أبعدوني عن الصواب وكانت هذه الأخت لا تزال بي حتى أعادتني على طريق الحق ثم انقطعنا عن الحديث المباشر تجنبا للشبهة بعد أن غيرت مسار حياتي وبفضل الله ثم وجودها أقلعت عن الكثير الكثير من الأمور والعادات التي كنت أمارسها والتزمت بديني ومجتمعي حولي تعيس جداً فلا أجد رفيقا يساندني ويدفعني للاستمرار بالالتزام بل على العكس كلهم ضدي ويأخذونني بالسخرية والهزل وهذا يؤلمني كثيراً ويمزق أحشائي فتركتهم لبذائتهم وفسقهم ولفظهم ألفاظ الكفر المؤلمة لذلك فأنا الآن أشكو لها وهي الوحيدة التي تدفعني للاستمرار بالألتزام في هذا المجتمع التعيس، وأنا الآن أسألها عن بعض الأحكام والفتاوى لأنها خريجة شريعة وأبوها شيخ ملتزم فهي الصلة بيني وبين والدها ومجتمعي لديهم بعض البدع فلا أثق بفتواهم وقد حاولت طلب العلم عبر النت بوسائل أخرى فجاءني تهديد وليس لي سواها أتعلم منها وآخذ الدفع للاستمرار علما أنني لم أتجاوز معها أبداً حدود الأدب وهي أيضا ملتزمة جداً، وكثيراً ما افترقنا ولكننا لم نستطع والآن أنا أرسل لها بالبريد كل فترة مجموعة أسئلة وفضفة من مجتمعي الذي يواجهني وهي تجيبني عليها وتواسيني وليس بيننا إلا هذا، علما أنني لم أر وجهها ولم أسمع صوتها أبداً فهي ملتزمة فهل عملي هذا معها يعتبر جائزاً وهل هو من الضرورات التي تبيح ذلك، علما أنني لا أراسلها إلا لحاجة أو لأمر صعب علي ودائما تقول إننا في يوم ما سنفترق، فهل يجوز لي إن افترقنا أن أسمع أخبارها كل فترة ولو طويلة من باب الاطمئنان عليها فقط وهل يجوز لها أن تستشيرني كطبيب لها لأنني طالب طب واعلموا أن وضعي صعب وأنني مراقب في كل ما أفعل وعلي رقابة شديدة وليس لي إلا هي أستشيرها في أمور ديني بالمناسبة أنا خائف من هذا السؤال لأنني مراقب.. فأرجو عدم ذكر غير اسمي الأول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتعارف عبر الشبكة العنكبوتية والتحادث بين الرجال والنساء فيه مخاطر عظيمة لما يترتب عليه من مفاسد وما يشتمل عليه من تعريض للفتن، وما يجره من بلاء إلى المجتمع، فينبغي على المسلم أن يتجنب هذا الأمر طلباً للسلامة في الدين وسداً لباب الفتنة. وللفائدة تراجع في ذلك الفتوى رقم: 1072.

ولا يبرر ذلك تسميتك لهذه العلاقة بعلاقة أخوة، فهذا أمر لا يقره الشرع كما أنه لا يبرر تلك العلاقة كونك تستفتي تلك الفتاة في بعض أمور الدين أو تستشيرك هي في أمور الطب، فكل ذلك له بدائل مشروعة، تغني عن تلك العلاقة التي تجر إلى مداخل الشيطان، فعليك بقطع تلك العلاقة تماماً، والاستعانة بالله والتوكل عليه، وطلب العلم الذي يقربك من الله بالوسائل المشروعة المتاحة، وأخشى أن تكون مسألة المراقبة فيها شيء من المبالغة والتهويل، وعلى كل حال فيمكنك الاطلاع على المواقع الإسلامية المفيدة والتواصل معهم، لتثبيت التزامك وتزويدك بالعلم النافع، وليس في ذلك خطر عليك في المراقبة وإلا فما الفرق بين التواصل معهم والتواصل مع تلك الفتاة؟ نسأل الله لنا ولك الهداية والرشاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني