الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بطلاق امرأة من زوجها دعاء بإثم وقطيعة

السؤال

أحببت رجلا منذ سنتين وقد تزوج إرضاء لرغبة أهله، حاول إقناعهم بالرجوع عن قرارهم لكن بسبب إصرارهم تزويجه بنت عمه اضطر للموافقة علما أنه لم يحبها يوما ولا يحبها إلى حد الآن بل يحبني أنا، وقد أعلمني هذا شخص قريب منه علما بأن علاقتنا انقطعت بعد زواجه فورا أي أننا لم نقع في معصية والحمد لله
سؤالي هو: هل يجوز لي الدعاء بطلاقه وعودته لي مع العلم بأنني أدعو لزوجته أيضا بـأن يعوضها الله برجل خير منه، إن كان دعائي لا يجوز فما هو الدعاء الذي قد أستعيض به لسؤال الله تعالى أن يعيد لي هذا الرجل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأ أهل هذا الرجل خطأ كبيرا عندما حملوه على الزواج بمن لا يريد إذ الزواج عقد خطير لا بد وأن يحاط بما يضمن استمراره واستقراره، ومن أهم أسباب ذلك أن يتزوج الرجل بمن يريد, وأن تتزوج المرأة بمن تريد، أما بالنسبة لدعائك بطلاق هذه المرأة من زوجها فهذا لا يجوز, لأنه من الاعتداء في الدعاء، وقد قال عز وجل: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف:55}

وأيضا فقد ثبت نهيه صلى الله عليه وسلم عن الدعاء بالإثم والقطيعة، قال – صلى الله عليه وسلم – : لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. رواه مسلم.

ولا شك أن الدعاء بطلاق امرأة من زوجها دعاء بإثم وقطيعة, لما يترتب على الطلاق من تهدم الأسر وفساد العلاقات والتفريق بين المرء وزوجه.

أما الدعاء الذي تستعيضين به عن ذلك فيمكنك الدعاء بأن يزوجك الله من هذا الرجل, ولا عليك بعد ذلك أن يكون هذا مع بقاء زوجته الأولى أو مع طلاقها. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 99420.

والأولى أن تسألي الله عز وجل أن يزوجك بمن يسعدك ويكون لك فيه خير الدنيا والآخرة دون التعلق بشخص محدد لأنك لا تعرفين هل في زواجه منك خير أم لا. قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني