الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحرم التعريض بخطبة المتزوجة

السؤال

أنا شاب مقبل على الزواج أبحث عن ذات الدين التي تشاركني الحياة, أبحث عن هذه المرأة بحثا دؤوبا بعقل متيقظ وقلب متعلق بالله راجيا أن يهديني إليها, لي قريبة شابة متزوجة منذ ما يقرب من العامين ولها طفلة هي كل حصيلة هذا الزواج, هذه المرأة ذاقت الأمرين علي يدي زوجها الذي أهانها وضربها وأذلها وفعل بها وبأهلها ما لا يتسع المقام لذكره, واُختزل هذان العامان من عمر الزواج إلي عدة شهور متقطعة قضتها الزوجة في بيت الزوجية والباقي في بيت والدها, واتضح أنهم خُدِعوا فيه فلم يكن من أهل التقوى والصلاح ولكن كان على نقيض ذلك, وعلى الرغم من ذلك كانت هذه السيدة نِعم الزوجة الصابرة حتى فاض الإناء بما فيه فاستحالت الحياة الزوجية استحالة مطلقة وفشلت كل الجهود لرأب الصدع ولمِّ الشمل, وكان القرار الفصل بطلب الطلاق وتحولت الأمور إلي المحاكم بعدما فشلت كل الجهود لإقناع الزوج بالفراق بالحسنى وإعطاء الزوجة حقوقها وتطليقها, ومنذ ما يقرب من العام والزوجة تعيش مع طفلتها في بيت والدها على أمل أن يفرج الله عليها كربتها بالطلاق وخاصة بعد وفاة والدها وفقدانها الوالد الحاني الذي كان يواسيها ويدافع عنها ويرعى مصالحها. أما أنا فبينما كنت أبحث عن الزوجة الصالحة وتعذري في الوصول إليها رغم أننا الآن نحيا في عالم النساء بسبب كثرتهن لكن قلما تجد هذه المرأة الصالحة, سمعت قصة هذه المرأة قريبتي وعرفت مدى تحملها وصبرها على زوجها وانتهاء حياتها إلى الركن المظلم المسمى الطلاق, بالإضافة إلي أنني أعرف أصلها وفصلها وأعرف أنها كريمة من بيت كريم, وقعت هذه المرأة من نفسي موقعا وشعرت أنها أقرب ما يكون لرؤيتي وتصوري عن المرأة الصالحة ذات الدين, هذه المرأة كما عرفت من وليها تكره هذا الزوج كراهية مطلقة لشدة ما لحق بها من ورائه وقرارها لا رجعة فيه والأمر أمام القضاء في انتظار الطلاق .
المشكلة أنني لا أعرف متى سيقع هذا الطلاق الذي قد يطول أمام روتين المحاكم وتعنت الزوج بالإضافة إلى أنني لا أريد أن أنتظرها شهرا أو سنة أو ... ثم يتبين لي أنها ليست كما أظن حيث إنها منتقبة وكل ما أعرفه عنها من خلال السماع من أقربائي وشقيقها عن قصتها فهل يجوز لي أمام هذا الموقف الذي نحن بصدده أن أجلس معها في وجود وليها في غير خلوة محافظاً على الإطار الشرعي العام وأتحدث إليها في حوار عام بعيدا عن التصريح ويحمل في طياته بعض التعريض والتلميح ومن خلاله أستطيع أن أحكم وأتخذ القرار المناسب ؟
وهل أستطيع أن ألمح لها ولوليها بأنني سوف أنتظر أن تنقشع هذه الغمة وأن الله تعالي جاعل في طيات المحن منحا وفي رحم الابتلاء عطاء وأنني سوف أرتبط بها بعد هذه المحنة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تعرّض لهذه المرأة ولا لوليها بنيتك في الزواج منها، بل ولا يجوز لك أن تتعلق بها أصلا ولا أن تحدثها لأنها متزوجة. وقد: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. أخرجه الطبراني وصححه الألباني.

جاء في فيض القدير: نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن، لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان، ومفهومه الجواز بإذنه، وحمله الولي العراقي على ما إذا انتفت مع ذلك الخلوة المحرمة، والكلام في رجال غير محارم. انتهى.

وإذا كان العلماء قد أجمعوا على حرمة التعريض بالخطبة للمطلقة الرجعية، كما قال صاحب مواهب الجليل: لا يجوز التعريض بخطبة الرجعية إجماعاً، لأنها كالزوجة. انتهى.

فمن باب أولى يحرم التعريض بخطبة المتزوجة إجماعا، بل يعد هذا الفعل من الكبائر لأنه من التخبيب المحرم.

وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه الإمام أحمد وأبو داود.

وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 62122، 76276، 54355.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني