الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تقويم الأخت من الأب التي ترتكب المنكرات

السؤال

أبي تزوج زوجة ثانية بعد أن بلغ 65 سنة وأمي بقيت على ذمته ولكنه هجرها ولم ينفق علينا . وأنجب من الثانية 5 بنات وولدين . ولأن أمي ربتنا على تقوى الله ومخافته فلم تحرضنا على أبينا بتاتا وبقينا نزوره ونوده . وفي السنة الأخيرة مرض مرضا شديدا أبقاه جليس الفراش لا يستطيع الحراك . أما زوجته الثانية أصلحها الله وهداها فقد ربت إخوتي وأخواتي على كرهنا وأننا نحاول دائما مع أبي بأن يطلقها وأن يهجرهم وكل هذا من محض خيالها ومن باب التحريض. بعد مرض الوالد ووقوفي بجانبه بل والإنفاق عليه وعلى بيته بدأت زوجة أبي باستشاراتي بخصوص أمور تخص أخواتي منها وقد لاحظت سوء سلوك إحداهن وهي مطلقة وعمرها 18 سنة فقط ونبهتها أكثر من مرة بضرورة الالتزام وعدم خروجها من البيت لوحدها وأمها باستمرار تدافع عنها. وكنت قد رأيتها مع أحد الشبان ولاحقتهم واستطاعوا الهروب دون إمساكهم. وأخبرت أمها بذلك وحاولت التغطية عليها وعند عودة البنت للمنزل بدأت أتكلم معها في المو ضوع فبدأت بالسباب والصراخ بل وبدأت تقول لي بأنه لا سلطة لي عليها وبأنني ليس أخاها بل إخوتها هم فلان وفلان إخوتها من أمها وأعمارهم صغيرة فقمت بلطمها بعد استمرارها بالسباب فقامت بضربي أيضا وبدأت تتهم زوجتي وبناتي التي أكبرهن 9 سنوات بالفجور وخلافه مع أن زوجتي عمرها 33 سنة ومتدينة جدا ولا علاقة لها بكل المشكلة وأثق بها أكثر من نفسي. وفي نفس اليوم حين زياراتي لأبي عادت وبدأت تسب ثانية وتتهم وتعيد نفس الأقوال بأنني ليس أخاها ولا تريد مني التدخل في حياتها. كل هذا بالطبع أمام والدتها التي لم تحرك ساكنا.
سؤالي بعد أن تبين لي سوء سلوكها وعدم انصياعها بالعودة للعقل بل والاعتداء علي أنا الذي أكبرها بـ 14 عاما هل أكون آثما إذا قاطعتها ، وهل أكون ممن قطعوا الرحم فيقطعهم الله. أفيدوني أفادكم الله وأدامكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان والدك قد هجر أمك ولم ينفق عليها بغير عذر، فهو بلا شك ظالم، ومن البر به أن تنصحه برفق أن يتوب من ذلك، وقد أحسنت أمك حين صبرت على ظلمه وربّتكم على تقوى الله، ونعم سلوك المرأة المؤمنة، وأما زوجة أبيك فقد أخطأت حين ربت أولادها على قطيعة الرحم وسوء الظن.

أما عن سلوك بنتها المطلقة، فلا شك أنه أمر لا يجوز السكوت عليه، وإنما يجب عليك أن تمنعها عن المنكرات، وتسعى في إصلاحها وحملها على طريق العفة والاستقامة ، وذلك يحتاج إلى الحكمة في التعامل معها ، لا سيما وهي لم تتلق التربية الحسنة، ولا ترى لك حقاً عليها، والمقصود بالحكمة وضع الشدة والرفق في موضعهما بما يحقق المصلحة ويعين على الإصلاح، والأصل أن تبدأ بالرفق في النصح والأساليب الدعوية المشروعة ، ولا تلجأ إلى الشدة إلا حيث لا ينفع الرفق مع التنبيه على أنه لم يكن من حقك تأديبها بالضرب، فإن الضرب في هذه السن لا يحق إلا للسلطان أو نائبه.

وللاطلاع على الأساليب الدعوية يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26333 ،28335 ، 26246.

وأما عن حكم مقاطعتك لها، فالأصل أنه لا يجوز هجر المسلم فوق ثلاث ليال، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.

إلا أن يكون في مقاطعتها مصلحة شرعية بأن تغير المقاطعة أمرها إلى الأفضل، فإن المقاطعة تجوز حينئذ بل تجب، إذا تعينت طريقاً لإصلاحها، ولمعرفة المزيد عن ذلك يمكنك مراجعة الفتاوى التالية: 20400، 21837، 22411.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني