الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة مؤتمنة على مال زوجها ومسؤولة عنه

السؤال

صديقتي تشكو من أمها بأن أباها يعطي أمها مبلغا من المال لتصرفه بشراء مستلزمات لبناتها وأولادها حيث تخبره أنها تنوي شراء شيء معين بمبلغ كبير والواقع أنها تشتري عددا أقل أو أشياء أرخص ثمنا، وتوفر الباقي لنفسها وتدخره، صديقتي مستاءة من هذا، ولكن لم تستطع أخبار أبيها خوفا من المشاكل، فهل ما فعلته الأم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من حق المرأة على زوجها أن ينفق عليها وعلى أولاده بالمعروف، وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للزوجة إذا كان زوجها بخيلاً أن تأخذ من ماله بغير علمه ما تنفق به على نفسها وأولادها بالمعروف، فعن عائشة رضي الله عنها: أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. صحيح البخاري ومسلم.

كما أن الزوجة مؤتمنة على مال زوجها ومسؤولة عنه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها... البخاري ومسلم. فما دام الزوج ينفق على زوجته وأولاده بالمعروف، فلا يحق للمرأة أن تأخذ شيئاً من ماله بغير إذنه، وإذا فعلت ذلك فإنه من الخيانة التي لا تجوز.

أما عن السؤال فإذا كانت تلك المرأة تأخذ من مال زوجها بدون علمه رغم أنه ينفق عليهم بالمعروف، فإن ذلك حرام، وعلى البنت أن تنصح أمها بالرفق، وتبين لها أن عليها أن تتوب إلى الله مما سبق، وعليها أن ترد قدر هذا المال لزوجها إلا أن يسامحها فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني