الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء المرء ربه بأن يطيل قامته وشرب ماء زمزم بنية ذلك

السؤال

أنا عمري27 سنة وقصيرة الطول هل إذا شربت ماء زمزم بنية أن أطول أكثر مع الدعاء يعتبر من الاعتداء في الدعاء؟ خصوصا أن هرمونات النمو تكون قد توقفت عند العشرين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدعاء بزيادة الطول وإن كان داخلا فيما يقدر الله تعالى عليه، إلا أنه نوع من الاعتداء، إذ إن الله تعالى قد أجرى أمور الخلق في هذا الكون على سنن كونية ثابتة، فلا ينبغي أن يسأل الله تعالى ما هو جار على خلاف هذه السنن. وقد سبق بيان ذلك مع بيان ماهية الاعتداء في الدعاء، في الفتوى رقم: 23425.

وكذلك الحال في النية التي من أجلها يشرب ماء زمزم، ينبغي ألا تخالف سنن الله الكونية، فقد قال تعالى: فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً {فاطر: 43}. وقد سبق بيان فضيلة ماء زمزم في هاتين الفتويين: 3491، 8709.

وننبه السائلة على أنه إذا حصل عندها شك في كون ما تدعو به هو من قبيل الاعتداء في الدعاء، فينبغي لها تركه؛ امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ، والنسائي وأحمد، وصححه الألباني. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 49055.

ونذكر الأخت السائلة بأن الإنسان لا يقدر بجسمه، وإنما يقدر بدينه وعقله وعمله، فقد قال الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات: 13} فلتكن همتك في تحصيل ما ينفعك مما تقدرين عليه، ودعي عنك التطلع إلى ما لم يقسم لك، ولترضي بقضاء الله لك، فإن اختياره سبحانه للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، فهو أرحم به من أمه التي ولدته.

ويا حبذا لو شربت ماء زمزم لحصول الهدى والتقى والقناعة والرضا وشفاء الصدر وعافية البدن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني