الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحسان الظن بالميت المسلم وعدم ذكره إلا بخير

السؤال

توفي لي قريب في حادث وتبين من تقرير الشرطة أنه يوجد نسبة كحول في دمه مما يعني أنه كان قد شرب كحولا وقت الحادث علما بأنه لم يكمل 18 عاما. فما هو موقفه، وكيف يمكن التكفير عن سيئته هذه، علما بأنه كان إنسانا شهما، والجميع يحبونه، وشهد له الكثير بأنه كان سببا في تعديل سلوكهم وأخلاقهم ولا أعرف لماذا فعل ذلك. وما هي ملابسات الأمر حيث لم نعرف من كان معه، ولم يدلنا أحد على شيء. فأرجو إفادتي مع الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نسأل الله الرحمة والمغفرة لهذا الشاب ، وننصحكم بأن تحسنوا الظن به، فإن الكحول قد توجد في مواد غير مسكرة وليست خمرا، فهي قد توجد في بعض أنواع الشوكولاتة وبعض المواد المنبهة، وقد يكون الأخ استعملها وهو لا يعلم أن بها شيئا من الكحول، وقد توجد الكحول أيضا في اللبن الرائب وبعض أنواع العصائر، وإذا كان من المحتمل أن وجود الكحول قد يحصل بشيء ليس في الشراب المسكر فيتعين عدم إساءة الظن بهذا الشاب ،كما نرجو عدم التحدث في الموضوع مع الناس لئلا يساء الظن بهذا الشاب دون بينة، ولئلا يتكلم فيه بغير حق، فهو قد أفضى إلى ما قدم، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12} وفي حديث الصحيحين: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. وفي الحديث أنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال: لا تذكروا هلكاكم إلا بخير. رواه النسائي وصححه الألباني.

وقال الناظم:

والظن بعض منه لا يباح * كالسو بمن ظاهره الصلاح

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني