الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاحبة من يعين على المعصية ضياع للدين وفساد للأخلاق

السؤال

أنا شاب عمري 21 سنة أحب صديقي بطريقة جنونية، وأغار عليه، وأحبه لدرجة وصلت أن أطلب منه أن يمارس معي الجنس، وأنا أعلم أني بهذه الأفعال أني شاذ جنسيا. فأرجوكم أفيدوني بحل هذه المشكلة وبدون أي انفصال أنا وصديقي. وشكرا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمبالغة في حب الأشخاص أمر غير محمود، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وصححه الألباني.

أما إذا كان بتلك الصورة التي ذكرت والتي تؤدي إلى الوقوع في فاحشة اللواط، فذلك بلا شك محرم، فاللواط من كبائر الذنوب ومن أفظع الفواحش، ومن انتكاس الفطرة، وفاعله يستحق العذاب والخزي في الدنيا والآخرة،

فالواجب عليك أن تبتعد عن هذا الشاب، واعلم أن الصداقة التي تقوم على غير أساس من التقوى تكون عاقبتها وبالا في الدنيا والآخرة، وأن حرصك على مصاحبة من يعينك على المعصية إنما هو من تزيين الشيطان واتباع الهوى، الذي يؤدي إلى ضياع الدين وفساد الأخلاق، وسوف تنقلب تلك المودة يوم القيامة إلى عداوة، يوم لا ينفع الندم، قال تعالى: الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}

فنوصيك بالتوبة إلى الله، والبعد عن مخالطة أصحاب السوء، واختيار الرفقة الصالحة، التي تعينك على طاعة الله، وأن تربط قلبك بالمساجد، ومجالس العلم والذكر، فعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَا تُصَاحِبْ إلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَك إلَّا تَقِيٌّ. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة كالصلاة والصوم وبر الوالدين، وعليك بشغل أوقات فراغك بالأعمال النافعة، وممارسة الرياضة المفيدة، مع كثرة الدعاء والاستعانة بالله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني