الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن الاستفادة من البرمجة اللغوية العصبية

السؤال

أنا شاب مغربي مسلم مهتم بعلم البرمجة اللغوية العصبية المحرم لأن فيه العديد من الأشياء الشركية لكنني عدلته وأخدت منه ما يهم المسلم الموحد ورميت كل ما فيه من شرك مثلا موضوع الفشل في البرمجة اللغوية العصبية عدلته ليصبح هكذا مع العلم أنني أضطر لسرد قصص غير واقعية من أجل توصيل الأفكار مثل هذا الموضوع:
أنا فاشل: قصة افتراضية: وصل أحمد إلى باب المطعم فهم بالدخول وسحب باب المطعم نحوه إلى الخارج ليفتحه..لكن الباب لم ينفتح حاول أحمد كثيراً بكل قوته في فتح الباب وهو يسحبه نحوه ولكنه لم ينجح في فتح الباب ففهم أحمد أن الباب يفتح بدفعه إلى داخل المطعم وليس بسحبه خارجاً ففعل ذلك لكنه لم ينجح مرة أخرى عندها وقف أحمد ثم استعاذ بالله وقال بسم الله وبدأ يفكر ثم بدأ يبحث في جنبات الباب عن شيء فلمح زراً صغيراً بجانب الباب ضغط عليه ودفع الباب فانفتح ثم دخل إلى المطعم بعد مرور وقت قصير على دخول أحمد وصل عمر إلى باب المطعم وأراد هو الآخر الدخول إلى المطعم فسحب الباب نحوه كما فعل أحمد سابقاً فلم ينفتح ثم دفعه إلى الداخل فلم ينفتح..وعندها فقد عمر الصبر وبدأ يسب ويشتم في الباب و أصحاب المطعم و جلس بجانب الباب وراح يبكي كالصبي الصغير وحاله تظهر أنه فقد الأمل و أحس بالفشل.فماذا تفعل عندما لا تتمكن من تحقيق مرادك؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تؤمن بأن كل شئ يجري بتقدير الله تعالى وأن كل ما حدث ويحدث الاَن وما سيحدث مستقبلاً أنه بمشيئة الله تعالى وأن الله قد علمه و كتبه قبل حدوثه وكيف لا والله هو ملك هذا الكون فكل ما يحدث في الكون من أفعال وأحداث وتصرفات وأشياء موجودة و المخلوقات...كلها واقعة أو مخلوقة بمشيئة الله وأنه هو من خلقها...فإذا كان أحمد قد فشل في فتح باب المطعم مرتين فالله قد كتب عليه ذلك وعندما نجح في المرة الثالثة فالله قد كتب له ذلك ولو أراد الله أن لا ينفتح الباب لأحمد لما أستطاع أحمد فتحه والدخول إلى المطعم بعد ما عرفت أن كل شئ في هذا الكون هو بتدبير الله وإرادته دعنا نبدأ في الإجابة عن سؤالنا السابق قرأنا أعلاه كيف فقد عمر الصبر و شعر باليأس والفشل وبدأ يبكي وربما أصابتك الدهشة أو بدأت تضحك من عمر عندما بدأ يبكي لكن الحقيقة ما حدث لعمر يحدث للكثير منا..فمثلاً..ماذا فعلت آخر مرة فشلت فيها في الامتحان؟ ربما أنك لم تبك مثل عمر ولكنك شعرت باليأس و الخيبة و الفشل والكثير من الإحساسات السيئة وهذا يكفي لتكون مثل عمر وعندما بكى عمر فإنه لم يبك لأنه لم يفتح باب المطعم وإنما يبكي على محاولاته العديدة والتي كان مصيرها كلها الفشل بعض الناس ينهارون و يشعرون بالفشل بعد محاولة أو محاولتين فاشلتين مثل عمر فما كان عليه أن يجلس ويبكي فالمؤمن القوي لايفعل ذلك كان عليه أن يستعيذ بالله ويحاول ويبحث بطرق أخرى كما فعل أحمد وهناك بعض الناس يحاولون الوصول لمرادهم ويخفقون في ذلك عشرات المرات لكنهم لا يستسلمون لأن إيمانهم بالله قوي و يستعيذون بالله ثم يغيرون الطرق السابقة والتي فشلت في تحقيق مرادهم إلى طرق جديدة وإن فشلت هي الأخرى يبحثون عن طرق جديدة وهكذا فهم لا يستسلمون و يؤمنون بأن المحاولات الفاشلة هي مجرد تغذية عكسية لصنع النجاح..أي عندما فشل أحمد في فتح الباب بطريقة سحبه إلى الخارج علم أن هذه الطريقة لا تصلح لفتح الباب وأنها مجرد مضيعة للوقت ولم يقل إنه فشل في فتح الباب وإنما بدأ يبحث عن طرق أخرى ، توماس أديسون لما أراد اختراع المصباح فشل في ذلك 999 مرة ولما سئل عن ذلك قال: أنا لم أفشل 999 مرة في اختراع المصباح وإنما إكتشفت أن 999 مادة لا تصلح لصناعة مصباح عندما تفشل في تحقيق هدفك في المحاولة الأولى حتى بعد محاولات عديدة لا تستسلم للشيطان لأنه عدوك إلى يوم القيامة واستعذ بالله وحاول مرة أخرى مستعيناً بخبرتك السابقة مع تغيير الطرق السابقة التي أدت إلى الفشل بطرق أخرى جديدة تحتمل النجاح وإن قدر الله لك النجاح نجحت وإن قدر لك الفشل فشلت لكن حاول ولا تتكل على ما قدره الله لأن لا نعلم ما قدره لنا أو علينا فما حكم عمل هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان تحريم البرمجة اللغوية العصبية في الفتويين رقم: 94724، ورقم: 95571، ووجه التحريم أن هذا العلم ذو جذور فلسفية عقدية فاسدة، وأن هذه البرمجة تعتمد على أفكار مفادها أن هذا الوجود وجود واحد‏، ليس هناك خالق ومخلوق، وأنها وسائل وهمية وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة‏، ‏ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل.

وعلى هذا فالذي نراه أن هذا العلم لا يمكن أن يتخلص من المخالفات الشرعية فهو قائم أساساً على تعظيم دور العقل الباطن والاعتماد على أمور وهمية، وغاية الأمر أنه قد يقول قائل إنه يمكن أن يستفاد من بعض الأشياء المذكورة في البرمجة العصبية في بعض الأمور كتقوية الهمم وتحفيز النفوس لمن كان محصلا لقدر من العلوم الشرعية بحيث يأمن من الوقوع في مخالفاته ، وإن كنا لا ننصح بذلك ونرى أن البعد عن مثل هذا العلم أولى، فإن السلامة لا يعدلها شيء، كما أن في القرآن والسنة لمن تدبرهما غنية عن غيرهما.

أما بالنسبة للقصص الافتراضية أو الخيالية فقد اختلف أهل العلم في حكمها إذا لم تشتمل على حرام أو دعوة إليه أو تقليل من شأن الدين وأهله أو رفع من شأن الفسق وأهله ، فذهب بعضهم إلى كراهتها، ورجح بعضهم جوازها والترخيص فيها إذا كان الهدف منها نبيلا كتعليم علم أو دعوة إلى فضيلة أو حث على الشجاعة وضرب الأمثال وبيان الحكم، أو كانت فيها فوائد أخلاقية واجتماعية سواء كان ذلك على ألسنة الناس أو غيرهم من الحيوانات والجمادات.

وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم وأدلتهم في الفتاوى: 95430، 46391، 13278، 108286.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني