الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة المحرمة بين الأخ وأخته من الرضاعة

السؤال

سؤالي محير وهو أني أحب أختا لي في الرضاعة أحبها جدا لدرجة غير عادية وهي أيضا تبادلني نفس الحب ولكن أعتقد أنه ليس بنفس المقدار علما بأنها متزوجة ولديها طفل وأيضا غير سعيدة مع زوجها وقد تكون لا تحبه، وأنا وهي نتبادل الحديث وقريبان جدا من بعضنا البعض، فما هو الحكم في ذلك؟ وهل يجوز لي الزواج بها أم لا إذا انفصلت عن زوجها، علما بأني أكثر الناس حرصا على أنها تطلق وأحثها دائما على التأقلم والتعايش وحب زوجها وبيتها والحفاظ على بيت أسري هادئ وسعيد لأجلها ولأجل طفلها ولكن زوجها دائما ما يتعمد إهمالها وإحساسها أنها لا وجود لها وتجاهلها ويتعمد ويتفنن في الإساءة لها والضغط النفسي ومثل هذه الأفعال ودائما أقف لجوارها وأواسيها وأنصحها بأن تستمر ولأني أكون في غاية الألم على أنها تعامل هكذا وأريدها زوجة فما الحكم وهل يجوز أم لا ؟ وإذا كان لا ساعدوني ماذا أفعل أنا وهي أرجوكم الرد بأسرع وقت لأننا في حيرة من أمرنا ولا نريد أن نعصي الخالق، بارك الله لكم وفيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأخت من الرضاعة يحرم الزواج منها لقوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ . {النساء: 23}.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلاَدَةِ. متفق عليه.

وقد سبق بيان الرضاع الذي يحرم في الفتوى رقم: 9790.

أما عن سؤالك، فإذا كانت هذه المرأة أختك من الرضاعة فلا يحل لك الزواج منها بحال، واعلم أن علاقتك بهذه المرأة على الوجه الذي ذكرت علاقة محرمة، فإنه وإن كان الأخ محرماً لأخته من الرضاع، إلا أنه إذا وجدت ريبة، أو أدى اختلاطه بها إلى فتنة ، فذلك غير جائز بلا شك، كما أن هذه العلاقة تكون أشد إثماً إذا كانت مع امرأة متزوجة لما في ذلك من الإفساد بينها وبين زوجها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 32948.

فعاطفتك نحوها وحنانك عليها ونصائحك لها كلها خطوات للشيطان يريد بها أن يوبقك ويوقعك في غضب الله.

فالواجب عليك قطع هذا النوع من العلاقة بهذه المرأة، والتوبة إلى الله مما حدث، وعليك بالمبادرة إلى الزواج إن لم تكن متزوجاً، واستعن بالله على التخلص من هذا التعلق، وراجع الفتوى رقم: 9360.

والواجب على هذه المرأة أن تتقي الله وتقطع علاقتها بك، وتحفظ أمانة زوجها، وإذا كان زوجها يسيء إليها، فيمكنها توسيط بعض العقلاء من أهلها ليصلحوا بينهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني