الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخبيب المرأة على زوجها وحكم طلب الخلع للزواج بآخر

السؤال

أختي كانت متزوجة من شخص لمدة تسع سنوات ولم تنجب منه وحصلت خلافات بينهم وكانت تحبه جداً والخلافات هذه لأنها كانت تغير عليه جداً وتشك فيه فحدث الطلاق فجلست ثمان شهور وتزوجت من شخص آخر عنده غلامان واحد فى 3 إعدادي والثاني فى رابع ابتدائي وأمهم متزوجة من شخص آخر وكان يقول إنه لا توجد علاقه بينهما، وفوجئنا بأنه يتصل كل منهما بالآخر من أجل إدارة شؤون الأولاد، مع العلم بأنه لا تغير على هذا ولو واحد في المليون من غيرتها للأول وقد سألتها هل عوضك عن الآخر قالت لي لا وأنجبت منه بنتا وتولدت المشاكل بينها وبينه من أجل أبنائه تارة ومن أجل تفريق المعاملة بين ابنته وأبنائه تارة أخرى، وكل العائلة متوقعون لهم الطلاق ولكنا نصبر من أجل ابنته وكلما تذكر طلاقها نقول لها إنه بغاك وتركك وأنت كنت متمسكة به وتزوج غيرك من أجل أن ننسيها طليقها ورغم ذلك لم تنسه وهي متزوجة منذ حوالي سنتين ونصف وقد حدث فيها مشاكل كثيرة وأنا بنفسي متوقع الطلاق، ولكني أريد أن تطلق بعد مدة طويلة لكي تقدر على أن تربي ابنتها الفترة الباقية من عمرها دون رجل، وللعلم هي عمرها 32 سنة، والجديد أنها رأت طليقها في الشارع وسلم عليها وسألها هل أنت سعيدة فردت سؤاله وقالت هل أنت سعيد قال لا، قالت ولا أنا وندمت على أنها فعلت هذا وجاءت وقالت لي ما حدث وكانت تبكي ندما على أنها تحدثت معه وعلى أنها غير قادرة على نسيانه، وبعد ذلك أتصل هو بأخي الأصغر وقال له إني أريد التحدث معك فذهب أخي للقائه وفوجئت أنه يريد الرجوع لأختي ويقول له أنا لا أعلم كيف أحدثك وهو يبكي ويقول إنه قد ندم على ما حدث منه وأنه لا يعلم ماذا يفعل وأنه لم يتزوج ويريد الرجوع إليه ولا يعلم كيف يصنع فقال لي أخي هذا فصددته وقلت له أنا أرفض هذا الموضوع إنك تعلم أننا قد ربينا إيتاما فما بال ابنة أختك هل تريد أن تربى بعيدا عن أبيها، كان رده أننا كلنا متوقعون لهم الانفصال فسألتني على موضوع الخلع فى الإسلام لموضوع امرأة قيس وقالت إنها طلقت ليس من أجل الخلق ولكنها طلقت من أجل أنها كانت تبغضه من أجل دمامة شكله رضى الله عنه فطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنا لا أعلم ماذا أصنع وأنا خائف لأني علمت أنه لا يجوز الخطبة على خطبة أخيك فما بال هذا يريد الزواج من امرأة متزوجة فلا أعلم ما حكم الشرع فى هذا أفتني بالله عليك، مع العلم بأني رافض هذا الموضوع، ولكني أخشى على أختي أن تقع في الخطأ أنا أثق بها ولكني لا أثق بالشيطان وأعلم أن الشيطان للإنسان عدو مبين.
فأفتوني جزاكم الله خيراً يا شيخنا الفاضل ولك مني كثير الشكر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلته أختك من كلامها مع طليقها لا يجوز لما فيه من فتح باب الفتنة، وعدم مراعاة حفظ أمانة الزوج، وأما تصرفه هو بطلب إرجاعها من أخيك فهو منكر عظيم، فالمرأة ما دامت في عصمة زوج فلا يجوز لأحد تخبيبها على زوجها، وهو من الكبائر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وصححه الألباني.

أما عن الخلع فيجوز للمرأة أن تختلع من زوجها إذا كانت مبغضة له وخافت ألا تؤدي حقه، ولا يجوز الخلع لغير مبرر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: المختلعات هن المنافقات. رواه الترمذي وصححه الألباني..

فلا يجوز الخلع لمجرد رغبة الزوجة في الزواج بآخر، بل ذهب بعض العلماء إلى عدم صحة زواج المرأة ممن خببها على زوجها، معاقبة له بنقيض قصده.

قال الرحيباني في مطالب أولى النهى.: (وقال) الشيخ تقي الدين (في) جواب سؤال صورته (من خبب) أي: خدع (امرأة على زوجها) حتى طلقت، ثم تزوجها يعاقب عقوبة، لارتكابه تلك المعصية و(نكاحه باطل في أحد قولي) العلماء في مذهب (مالك وأحمد وغيرهما) ويجب التفريق بينهما.

فعليك بنصح أختك بقطع علاقتها بطليقها، وسد أبواب الفتنة ومعاشرة زوجها بالمعروف مع الصبر وإغلاق مداخل الشيطان، ومراعاة مصلحة تربية بنتها في أسرة مترابطة، وإذا ساءت العشرة فليتوسط من العقلاء من يصلح بينهما، ويحكم بما فيه المصلحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني