الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضاء الصلوات التي فاتت لغلبة العقل بسبب الوسواس

السؤال

أختي مريضة و تشرب أدوية أعصاب بكميّة كبيرة جدّا ممّا يجعلها نائمة لمدّة طويلة، حسب معلوماتي أن الصلاة تسقط عنها في تلك الفترة وعندما تستفيق تصلي الفرائض التي فاتتها ولكن المشكل أنها تعاني بصفة كبيرة من الوسواس القهري بكل أنواعه ممّا جعلها تترك صلاتها لعدّة أيّام مع أنها تتقي الله وملتزمة جدّا. ماحكم الشرع في هذه الحالة هل هي آثمة وهل هناك حلّ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسألُ الله لأختكِ الشفاء والعافية، وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا فإن فيه إرشادات كثيرة نافعة فيما يتعلق بالوسواس القهري.

وأما بخصوص الصلوات التي تفوتها حال النوم فهي معذورةٌ في تفويتها لقوله صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك. متفق عليه.

وفي رواية لمسلم: من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: ليس في النوم تفريط. إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها. فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها. رواه مسلم.

لكن عليها أن توكل من يوقظها في وقت الصلاة إن كانت تستطيعُ الاستيقاظ ، فإن لم تكن تستطيع فلا إثم عليها وتقضي حين تستيقظ .

وأما الصلوات التي تركتها أياماً فالواجبُ عليها قضاؤها، ونرجو ألا تكونَ آثمةً بتركها إذا كانت مغلوبةً على ذلك فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

وأما إن لم تكن مغلوبةً عليه فعليها أن تستغفر الله عز وجل وتتوبَ إليه مع قضاء تلك الصلواتِ لأنها دينٌ في ذمتها، ودين الله أحق أن يُقضى، وعند شيخ الإسلام ومن وافقه أن من ترك الصلاة عمداً فإنه لا يقضي ولا ينفعه القضاء ، وقول الجمهور أحوط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني