الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستحب للزوج أن يحقق رغبة زوجته في الطلاق أو الخلع

السؤال

أنا مقيم بالخليج، ومتزوج منذ أكثر من خمس سنوات، لدي ولدان ولله الحمد والمنة. في بداية حياتي الزوجية كانت رائعة وكنا نعين أنفسنا أنا وزوجتي على الطاعات ولله الحمد ، وأسكن مع أبي لمواجهة ضغوط المعيشة بالنسبة للمقيمين بدول الخليج ، تم حدوث مشاكل ليست بالكبيرة بين أبي وزوجتي – وهذا طبيعي – لاختلاف وجهات النظر والحمد لله كان الله يعينني على مواجهتها وحلها – بعد ثلاث سنوات من زواجي تركت عملي، ومررت بمشاكل في عملي شديدة الصعوبة والحمد لله انتهت على خير وسلام، ولكن تأثرت نفسيا إلى أن أصبت بشلل نصفي في وجهي – تم العلاج منه والحمد لله – وأثر ذلك على علاقتي بزوجتي في الفراش حيث أصبت بمشاكل في الجماع (سرعة القذف) علما بأنها رغبتها الجنسية صعبة الإشباع ومتكررة - وطلبت العذر منها أكثر من مرة ولأكثر من أربع أشهر لم أجامعها رغبة منها.
طلبت زوجتي الطلاق منذ أكثر من سنة، ورفضت رفضا شديدا مع العلم باعترافها لي بأنها قد خانتني مع شخص آخر – وبررت ذلك التصرف بالضغوط النفسية من كلام أهلي، وعدم اهتمامي بها في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى مشاكلي الجنسية، إلا إنني رفضت بشدة، وطلبت منها أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، ولن يؤثر ذلك على شعوري تجاهها، وجعلت نفسي جزءا من الأسباب التي أرغمتها على ذلك.
وصفتني حينها بأن شعوري بارد ( ومش راجل ) وذلك لأنني لم أسألها عن أي تفاصيل ولا عن الشخص والوقت .
تكررت شكواها أكثر من مرة ولم أطلب منها شيئا ، إلا إنني فوجئت بها في الأيام السابقة تخبرني أيضا عن علاقتها المحرمة وأخبرتني بالشخص التي خانتني معه - كفيلها بالعمل - وأنها أخبرته بكل شيء وبلغته بأنها اعترفت لي بكل شيء حتى يرتاح ضميرها، ففوجئت بهذا الشخص يتصل بي ويطلب مقابلتي أنا وهي لحل الموضوع بالطبع رفضت رفضا شديدا ، وبلغتها بأن تترك العمل لديه إذا كانت توبتها إلى الله صادقة وأقسمت لي أن علاقتها معه الآن لا يشوبها أي خلل، وأنه يعاملها بكل احترام، وأنها كانت غلطة كان سببها الشيطان وضعفها أمامه وهو نادم على ذلك أشد الندم.
حقيقة أصابني ذهول شديد لم أعد أعرف ماذا أفعل حيث إنها تصر على الطلاق والانفصال، حتى لو اضطرت أن تتنازل عن كافة حقوقها والأولاد، فلم تعد تستطيع العيش معي، وبررت ذلك بأنني المتسبب في هذا كله، وكلام أهلي الجارح لها – في مخيلتها فقط - .
مازال عندي أمل في الله أن هناك حلا ، أنا لا أريد الطلاق لأجل الأولاد ومستقبلهم والفضيحة بين الأهل.
السؤال : هل أستمر معها بالرغم من هذه الظروف، وأقنعها باستمرار العيش معي ( حتى ولو كالمنفصلين ) عسى أن تداوي الأيام هذه الجروح، أم أطلقها وأنتهي من عذاب وساوس نفسي المستمرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلو أن زوجتك لم يظهر منها ريبة ولم تقارف حراماً، وطلبت منك الطلاق لعدم رغبتها في العيش معك، لنصحناك بطلاقها، فإنه يستحب للزوج أن يجيب زوجته للطلاق أو الخلع إذا سألته ذلك، قال ابن مفلح في الفروع وتصحيح الفروع : يباح (الخلع) لسوء عشرة بين الزوجين، وتستحب الإجابة إليه. اهـ. فكيف وقد صارحتك زوجتك بوقوعها في الحرام، وبررت ذلك بعدم إشباعك لرغباتها؟ ثم تريد أن تبقي عليها كالمعلقة، وكأنك تعين الشيطان عليها للوقوع في الحرام ! وذلك ما لا يجوز، ولا يليق بمسلم غيور.

فعليك بإجابتها إلى الخلع أو الطلاق، ولا حرج عليك إن طلقتها على أن تتنازل لك عن حقوقها، ولا يمنعك من ذلك خوفك على الأولاد ومستقبلهم، فإن مصلحة الأولاد أن يتربوا في أسرة مترابطة تقام فيها حدود الله.

وأما الخوف من الفضيحة بين الأهل، فعلاجه ألا تخبر أحداً بسبب طلاقها، وتستر عليها، ويمكنك أن تذكر أن السبب في طلاقها شجارها مع أهلك.

واعلم أخي السائل أنك وقعت فيما أنت فيه، لبعدك عن الله وتفريطك في التزام حدود الشرع، وخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على زوجتك من الاختلاط المحرم في العمل.

فعليك بتجديد التوبة إلى الله، والرجوع إليه، وتقوية الصلة به، وتعلّم ما يلزمك من أمور دينك، مع الإلحاح في الدعاء، لعل الله يفرج كربك، ويصلح أحوالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني