الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قالت إن عدت للمعصية فسأكفر بربي ثم عادت لها

السؤال

أود أن أشكركم على المجهودات الجبارة في سبيل نشر الوعي الفقهي بين المسلمين، وفقكم الله، وسؤالي لفتاة حائرة ماذا تفعل في معصيتها التي وقعت فيها -كما ذكرت- وهي أقسمت بالله العديد من المرات على ألا تعود لتلك المعصية، وعادت، وقالت مرة أخرى: إن عدت للمعصية سأكفر بربي، وعادت.؟ فهل كفرت بالله عندما عادت للمعصية أم لا؟ وإن كفرت فماذا عليها أن تفعل حتى تعود إلى ملة الإسلام؟ أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الفتاة لا تكفر بقولها هذا، والواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، عسى الله أن يتوب عليها؛ قال سحنون: قلت لعبد الرحمن بن القاسم: أرأيت إن قال الرجل: أنا كافر بالله إن فعلت كذا وكذا، أيكون هذا يميناً في قول مالك؟ قال: قال مالك: لا يكون هذا يميناً، ولا يكون كافراً حتى يكون قلبه مضمراً على الكفر، وبئس ما صنع. المدونة.

وقال ابن حجر: قال ابن المنذر: اختلف فيمن قال: أكفر بالله ونحو ذلك إن فعلت، ثم فعل. فقال ابن عباس، وأبو هريرة، وعطاء، وقتادة، وجمهور فقهاء الأمصار: لا كفارة عليه، ولا يكون كافراً إلا أن أضمر ذلك بقلبه. وقال الأوزاعي، والثوري، والحنفية، وأحمد، وإسحاق: هو يمين وعليه الكفارة. قال ابن المنذر: والأول أصح، لقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله. ولم يذكر كفارة. زاد غيره: ولذا قال: من حلف بملة غير الإسلام فهو كما قال. فأراد التغليظ في ذلك حتى لا يجترئ أحد عليه. فتح الباري. وانظري للفائدة الفتوى: 66748.

والإقلاع عن الذنوب لا يكون بمثل هذه السبل والألفاظ والأيمان، وإنما يكون بتحقيق الإيمان ومخافة الرحمن، وقد سبق لنا بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي وبيان شروط التوبة، في الفتاوى التالية: 10800، 1208، 93700، 5450. على الترتيب.

فعليك ـ أختي السائلة ـ أن تذكري صاحبتك بالله ترغيباً وترهيباً، وتعينيها على سلوك سبيل الهداية والصلاح، وإذا كانت معصيتها متعلقة بالاختلاط برجل أو رجال أجانب مثلاً، فإن عليها السعي في الحصول على زوج يعفها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني