الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها يريد المهر كي يخالعها وهي لا تملكه

السؤال

متزوجة منذ سنتين، في الماضي كانت لي علاقة مع ابن عمي، ومارست الجنس معه لدقائق وندمت أشد الندم، وتركت الناس، عشت وحيدة سوي أمي كانت تقف بجانبي لأنها شعرت بتغير، ولكنها لا تعلم بمشكلتي، فقط لأنها تحبني، بدأت اقتربت من ربي أكثر الصوم، وأقوم الليل، وبعدها رأيت شابا صديق زوج خالتي كان يريد الزواج من فتاة متدينة وذات خلق فرشحتني له خالتي، ورآني ولكنه كان قد خطب بنت عمه، وتعلقت به، وتمنيته لي زوجا، وقمت الليل لذلك، وسألت الله أن يكون زوجي، ومرت الأيام وأتى إلي خالتي وقال لها إنه انفصل عن خطيبته ويريد الزواج بأخرى، فقالت له: لي بنتان بنتي، وبنت أختي التي رأيتها في الماضي، فوافق وتم زواجي منه بسرعة، ولكن يوم دخلتي أحسست بالخوف من الماضي وبحت له بكل شيء، ونفس اليوم اتصل بأمي وطلب منها الحضور لشقنتا، وأخبرها بكل شيء، وصدمت أمي من الخبر ومرضت، ووعدها بأنه سوف يسترني لأن أخلاقي جيدة، وبعدها حصلت خلافات بيننا فما كان منه إلا أن اتصل بابن عمي وقال أنا لا أريدها لأنك أنت زنيت بها، وسوف أدفع لك أي مبلغ لتتزوجها، وصالحته وطلبت منه ألا يحكي مشاكلنا للغير، وحصل خلاف مرة أخرى لأنه سب أمي في عرضها، وأخبرت أمي بما حصل فغضبت منه، وقال إنه يريد مهره كاملا وحكي لخالتي علاقتي مع ابن عمي وأنني زانية، وأنه لا يريدني، فكبرت المشكلة، كان دائما يضربني في أبسط الأمور لأن صدره ضيق وليست له أخلاق، وتكرر الضرب مرات عديدة، فشكوت لأمي وخالتي لأنهما يعلمان بالماضي، فغضبت أمي وأخبرت أهله بأنه يضربني ويسيء معاملتي فما كان من أهله إلا أن قطعوا علاقتهم بأهلي، وأمه سبتني وقالت أن أهلي لم يحسنوا تربيتي، مع العلم أنها كانت مريضة فطلب مني أسافر لها وأخدمها فوافقت أمي، وسافرت لها، وجلست معها شهرا وسهرت معها الليل، لكنها لم تشكر لي ما فعلت، ومنذ ذلك الوقت انقطعت علاقتي بأهله، وهو دايما كثير الشك في أفعالي، فهو يعلم أنني في غيابه لا أفتح الباب لأحد، وهو كثير الخروج مع أصحابه لا يأتي إلا بالليل لينام.
سؤالي: أريد الطلاق منه لكنه يريد إرجاع المهر، فأهلي لا يستطعيون رده له، لأن المبلغ كبير، مع العلم أن خالتي هي من تصرف في المهر، وبعدها علمنا أنا وأهلي أنها أخذت جزءا كبيرا من المهر واشترت منه أثاثا لبيتها، أفادكم الله أفيدوني في الأمر لأنني لا أنام، وأخاف الفضيحة، فذات مرة قال لي بأنه سيخبر خالتي وزوجها بالماضي، وأنه سوف يلومهم أشد اللوم علي زواجي منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بندمك على ما فعلت، ولكن ينبغي أن تجعلى من هذا الندم توبة نصوحا، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450 .

ثم إنك أخطأت من جهة أخرى عندما أخبرت زوجك بما حصل منك مع ابن عمك، وكان الواجب عليك أن تستري على نفسك فلا تخبري أحدا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ابتلى من هذه القاذورات بشيء فليستتر بستر الله.

وإذا كنت قد خشيت أن يطلع على زوال غشاء البكارة فكان يمكنك في مثل هذه الحالة أن تستخدمي التورية، وراجعي الفتوى رقم: 8417 .

وننصح بالحكمة في حل المشكلة والبعد عن المعصية، وخاصة من قبل زوجك، ولا يجوز له أن يضربك لغير مسوغ شرعي، أو أن يظن بك سوءا من غير بينة، أو أن يخبر أحدا بما حدث منك في الماضي، ولا يجوز له أيضا أن يسيء إلى أمك، وهو مطالب تجاهك بأحد أمرين ذكرهما الله تعالى في كتابه حيث قال: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ. { البقرة:229}. فإما أن يعاشر بمعروف وإما أن يفارق بإحسان.

وإذا كان الطلاق وقع من قبله فليس له الحق في مطالبتك برد المهر، وأما إذا خالعته لكراهيتك عشرته فله الحق في مطالبته بعوض كالمهر مثلا، وانظري الفتوى رقم: 20199.

وإذا كانت خالتك أخذت بعض المهر من غير إذنك فهي مطالبة برده إليك، فالمهر حق للزوجة فلا يجوز لأحد التصرف فيه من غير رضى منها، قال تعالى: وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا. {النساء:4}.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني