الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع ومشاهدة المسلسلات المحرمه هل يصل لدرجة الكفر

السؤال

قد سبق وذكرتم في فتاواكم أن من رأى جريدة على الأرض مكتوب فيها ألفاظ دينية وتركها من غير أن يضعها في مكان مناسب فهو كافر مرتد خارج عن الملة، ونسبتم ذلك إلى أحد العلماء في أحد أبياته الشعرية، ولكن إذا كان في البيت من يسمع من التلفاز؛ أغاني أو مسلسلات فيها تلك الألفاظ الدينية التي تتخللها فهل تركه على ذلك هو من الكفر كالمثال السابق ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم على تصفح موقعنا وقراءة فتاوانا .. وننبهه إلى أن مضمون ما ذكرناه في فتاوانا التي أشار إليها هو وجوب المحافظة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وحرمة رميها أو تركها في الأماكن القذرة أو غير المحترمة وهذا كله في حق من قدر على رفعها، وأن من رأى ورقة وعلم أن فيها شيئا من كتاب الله تعالى أو من حديث رسوله صلى الله عليه وسلم في مكان قذر فإن تركه في ذلك المكان وهو قادر على رفعهما يعتبر كفرا ؛ لأن ترك القادر على الفعل يعتبر فعلا ، وقد ذكرنا الأدلة على ذلك وأقوال أهل العلم فيه. انظر الفتاوى: 62205 ، 68289 ، 1064.

وأما مجرد الألفاظ الدينية غير المذكورة في الفتاوى المشار إليها فلا يعتبر تركها كفرا ، وإن كان الواجب احترامها واحترام كل مكتوب.

وأما قياس ترك الأغاني والمسلسلات التي تشتمل على كلمات دينية في البيت على ترك الأوراق التي تشتمل على الآيات القرآنية في الأماكن القذرة فقياس مع الفارق، ولذلك؛ فهو قياس فاسد؛ لأن بث الأغاني والمسلسلات ليست في درجة واحدة، وحتى سماع ومشاهدة المحرم منها لم يقل أحد بكفر صاحبه، وقد بينا حكم الأغاني والمسلسلات في الفتاوى التالية أرقامها: 5282 ، 20264 ، 1791 ، وما أحيل عليه فيها.

ولا شك أن ترك المحرم منها في البيت أو في غيره من المنكر الحرام الذي تجب إزالته، ولا يجوز تركه لمن قدر على إزالته ، ولكن تركه لا يصل إلى درجة الكفر، ولكنه من المنكر الذي تجب إزالته على القادر؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني