الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقياس الجمال والقبح في اللباس

السؤال

ما هو حكم إطالة البنطلون بشكله الطبيعي، هل هو حرام أم غير مستحب أم ليس فيه شيء؟ علما بأني أشتري ملابسي بشكلها العادي لأني لا أحب الابتذال والحمد لله في الملابس. لكن سؤالي عن شيء مثل البدلة عندما أقص البنطلون فوق العظمتين لن يكون الشكل العام جيدا أمام الجميع بالذات غير المسلمين أو المسلمين أصحاب الأراء البعيدة عن الصحة، وتتحجج بأمور كتلك وهو ما يتنافى أيضا مع هيئة المسلم التي يجب أن يكون عليها من هندام وأناقة، فعلى حد علمي القليل سمعت نصوص دينية فيما معناها تقول أن الله يحب كل جميل وطاهر ونظيف، وأوضح هنا ليس كلامي بقصد الجدال لكني أشرح شيئا أشعر فيه أن من رد على الفتوى السابقة أني لم أستطع أن أوصل له كلامي بشكل جيد، الخلاصة: مقصدي أن طول البنطلون بصفة خاصة يكون في شكله العادي وليس مبالغا فيه بالتقصير أو التطويل، بالإضافة أن الحذاء نفسه لو كان بالملابس طول زائد فهو يرفعه وليس في نيتي شيء من الخيلاء أو شيء من قبيل التكبر. وهل اختلاف الوضع العملي للجلباب عن البنطلون لأن البنطلون محيط على كل قدم على حده بعكس الجلباب الذي محيطة الجسم ككل ولا أستطيع التحكم فيه فيجمع الاتساخات بسرعة يؤثر في حكم قضية الإسبال، وهل عدم وجود البنطلون أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان سينطبق عليه نفس حكم الجلباب، لذا أرجو أن توضحوا لي الأمر بالتفصيل أفادكم الله؟
وجزاكم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد جاءت الشريعة بأحكام اللباس وفيها كثير من التفصيل من حيث القدر الواجب ستره، والمستحب من اللباس، والمحرم، والمكروه، والمباح، كل ذلك في دائرة قاعدة الشرع المطهر: الاعتدال والوسطية في جميع موارده، ومصادره وأوامره ونواهيه، ومنها اللباس.

وبالنسبة لحكم إسبال البنطال فإنه لا فرق بينه وبين إسبال القميص والإزار، والعلماء مختلفون فيه وجمهورهم على أنه مكروه بدون خيلاء، وذهب البعض إلى حرمته، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية وما أحيل عليها فيها: 1633، 5943، 12984، 31463، 44520، 71556، 71633.

والذي أخبرنا بأن الله يحب الجمال كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال. رواه مسلم. هو الذي أخبرنا أن الله يحكم تحريماً أو كراهة الإسبال، فيجب أن يكون مقياس الجمال والقبح هو المقياس الشرعي وليس أهواء المسلمين أو غير المسلمين، والواجب هو إعمال جميع النصوص الشرعية فنحب الجمال والنظافة في ضوء النصوص الشرعية، وننصح بمراجعة رسالة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: حد الثوب والأزرة وتحريم الإسبال ولباس الشهرة. وقد بين فيها باستفاضة مفاسد الإسبال ولو لغير الخيلاء، وجمع بين الأدلة بما لا مزيد عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني