الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستجابة للوسوسة ترضي إبليس اللعين

السؤال

إني شخص أعاني كثيراً من الوسواس في الصلاة، ولكن قد يكون وسواسي من نوع آخر، بمعنى أني عندما أكبر للصلاة أعيد التكبيرة مرتين أو ثلاث أشعر أني لم أكبر صحيحا، أو عندما أشرع في قراءة الفاتحة في الصلاة قد أعيد الآيه إلى مرتين أو ثلاث، وإذا لم أفعل ذلك أشعر أني أنتقص من صلاتي، أو أوشك أني أكفر، وهذا يتعبني كثيراً في الصلاة، فأصبحت الصلاة ثقيلة علي بهذا السبب، فما العلاج يرعاكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم رحمك الله أن ما تعاني منه هو داء الوسوسة، وهو من أعظم الأدواء وأفسدها لدين العبد ودنياه، ومتى تمكن من قلب أصابه الهم والغم، واستحوذ عليه الحزن والألم، فنسأل الله لك العافية مما ألم بك، واعلم أن الواجب عليك لكي تتخلص من هذا الوسواس أن تُعرض عنه جملة، وألا تلتفت إليه بالمرة، بل اطرحه وراء ظهرك، وامض في عبادتك غير مكترث بما يعرض لك من وسوسة، فإذا دخلت في صلاتك فكبر مرة واحدة فحسب، فإذا قال لك الشيطان: ليس تكبيرك صحيحاً، فادرء في نحره، وقل له بلسان حالك: اخسأ يا خبيث فما أنت لي بناصح، ولا أنت على عبادتي بحريص.

واعلم أن الشيطان يريد أن يلبس عليك عبادتك لتثقل عليك، فلا تلتذ بها ولا تحصل لك بها قرة العين وراحة القلب، بل ربما تصيبك السآمة والملل حتى تترك العبادة رأساً، نسأل الله السلامة، فحذار حذار أن يئول بك الأمر إلى هذه الدرجة المنكودة، بل أقبل على عبادتك بجدٍ ونشاط، وعزم على نبذ الوساوس والإعراض عنها، فتكبر للإحرام ثم لا تعود، وتقرأ الفاتحة في تدبر وخشوع، فإذا فرغت من الآية، فاجزم أنك قرأتها على وجهها، ثم لا تعد إليها.. واعلم أنك بهذا تنال مرضات ربك عز وجل، وخلاف هذا مما تفعله من التكرار، والاستجابة لداعي الوسوسة لا ترضي به إلا عدوك إبليس الرجيم.. فعليك بالمبادرة إلى تنفيذ ما نصحناك به، فإنه سبيل حصول الشفاء والنجاة لك إن شاء الله. وللفائدة راجع الفتويين التاليتين: 51601، 1406.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني