الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القتل في حوادث السيارات.. أحوال وجوب الكفارة والدية

السؤال

سؤالي يتمثل في أن لي صديقا قام منذ 10 سنوات بحادث مرور برفقة 3 من أصدقائه، وكانوا آنذاك في حالة سكر، فانجر عن هذا الحادث وفاة أحد أصدقائه، مع العلم أن صديقي كان هو يقود السيارة، والذي توفي كان جالسا في المقعد الذي بجانبه، وكان الحادث عبارة عن اصطدام السيارة بحائط لما فقد السيطرة على المقود ناجم عن حالة اللاوعي التي كان عليها.
هل يعتبر صديقي قتل نفسا متعمدا أو خطا؟ أو هو قضاء وقدر؟ و ماذا يستوجبه فعله؟ مع العلم أنه منذ الحادث أعلن توبته إلى الله، ولقد قام بزيارة أهل صديقه المتوفى الذين اعتبروا الوفاة مسألة قضاء و قدر، وهم حتى الآن يكنون له الاحترام والمحبة. ولكنه حتى الآن الموضوع يقلقه بغاية طاعة الله فهو لا يعلم ما الحكم المترتب عليه؟ هل دفع دية لأهل الميت أو صوم شهرين متتابعين أو لا شيء عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما وقع فيه صديقك يحتمل أكثر من احتمال، فإذا كان قد أخذ بأسباب الأمان ولم يتجاوز السرعة المحددة، ولم يسق وهو في حال تعب زائد يمنع التركيز والسيطرة، أو نعاس يجعله عرضه للتوقف عن الوعي في أي لحظة فلا شيء عليه إذا وقع الحادث ولم يستطع تلافيه، وإن كان يسوق وهو غير آخذ بالأسباب الآنفة الذكر أو ساق وهو متلبس بتعب أو نعاس ... فإنه يعتبر قتل خطإ يترتب عليه أمران: الكفارة وهي صيام شهرين متتابعين إذا لم يجد رقبة يحررها. الأمر الثاني: الدية وهي على عاقلته.

وعليه أن يحمد الله تعالى الذي وفقه وهداه للتوبة والالتزام..

هذا وبإمكانك أن تطلع على تفاصيل ما ذكرنا وأدلته في الفتاوى التالية أرقامها: 1872، 5914 ، 10651.

نسأل الله لنا ولكم الثبات والتوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني