الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الدراسة إذا كانت تؤدي للحرام

السؤال

هل يجوز أن أترك الدراسة من أجل مرضاة الله؟ علما بأنني حديث الالتزام، وقد نويت أن لا أعود للمعاصي،
وأنا ليس لدي طريق في الدراسة سوى ما يغضب الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي منَّ عليك بنعمة التوبة، ونسأله أن يثبتك عليها. وأما بخصوص سؤالك فإنك لم توضح نوع الدراسة التي تزاولها، ولا طبيعة تلبسها بالحرام. وعلى كل حال؛ إن كانت الدراسةُ محرمةً لذاتها ـ فيجب على الملتحق بها تركُها فورًا، وهذا من شروط قبول توبته، وأما إن كانت تلك الدراسة مباحةً في أصلها، ولكن لا بد لمن يزاولها من أن يقع في بعض المحظورات كالاختلاط الممنوع بين الجنسين مثلاً، فإن كان الطالب يستطيع أن يتحاشى ذلك المحظور بتحويل دراسته إلى نظام (الانتساب) مثلا فله أن يستمر في تلك الدراسة.

وأما إن كان لا يستطيع أن يتحاشى ذلك المحرمَ المقارن لمزاولته تلك الدراسة، فينظر إن كان مضطرًا لهذه الدراسة أو يحتاج إليها في معاشه احتياجًا شديدًا، فإن له مواصلتها مع الاجتهاد في تحاشي تلك المحظورات وسؤال الله المغفرة.

فإن لم يكن مضطرًا لها ولا محتاجًا إليها احتياجًا شديدًا ـ فإن الواجب عليه حينئذٍ تركها، وانظر الفتوى رقم: 5310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني