الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تسمية الولد باسم حيدر والبنت باسم صبا

السؤال

هل يجوز التسمية باسم حيدر للولد وصبا للبنت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس بتسمية المولود بحيدر، إذ أنه خال من محظورات التسمية التي سبق أن ذكرناها في الفتوى رقم: 12614...

وقد أطلقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على نفسه، وذلك لما خرج مرحب اليهودي يوم خيبر يرتجز يقول: قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب.

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي رضي الله عنه:

أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره.

أوفيهم بالصاع كيل السندره. رواه مسلم.

وفي لسان العرب: أنه أراد بقوله (أنا الذي سمتني أمي الحيدره) أنا الذي سمتني أمي أسداً، فلم يمكنه ذكر الأسد لأجل القافية فعبر بحيدرة، لأن أمه لم تسمه حيدرة وإنما سمته أسداً باسم أبيها لأنها فاطمة بنت أسد وكان أبو طالب غائباً حين ولدته وسمته أسداً فلما قدم كره أسداً وسماه علياً فلما رجز علي هذا الرجز يوم خيبر سمى نفسه بما سمته به أمه. انتهى.

ومعنى هذا الاسم كما جاء في لسان العرب: حيدرة: الأسد.. وقال ابن الأعرابي: الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس، قال أبو العباس: يعني لغلظ عنقه وقوة ساعديه. انتهى..

وقد ذكره الشيخ بكر أبو زيد في دليل طليعة الأسماء في كتابه تسمية المولود، وكذلك تسمية البنت بصبا لا حرج فيه إن شاء الله، ومعناه: الريح التي تهب من جهة الشرق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور. متفق عليه. والصبا هنا هي: الريح الشرقية، والدبور الريح الغربية. قاله النووي.

وفي مختار الصحاح: الصبا ريح، ومهبها المستوي أن تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار، ومقابلتها الدبور. انتهى.

وقال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: في التفسير أن ريح الصبا هي التي حملت ريح يوسف قبل البشير إلى يعقوب، فإليها يستريح كل محزون، قال أبو صخر الهذلي:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني * نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر. انتهى..

وقد سبق أن بينا السنة في تسمية الأولاد واختيارها، وأحب الأسماء إلى الله ذكوراً وإناثاً في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1640، 95481، 10793، 35461.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني