الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت أريد أن أسأل عن كلمة: أنا. هل عندما أتكلم و أقول أنا أنا، هل أنا من الشيطان أم ليس بهذا الأمر شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في قول المتكلم أنا أنا إذا لم يقصد بها الكبر أو الرياء أو تعظيم النفس.

فقد كان السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم يقولون: أنا وربما كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينههم عنها، ومن المعلوم عند أهل العلم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وأن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يسكت على منكر، ففي صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة.

وقد وقع مثل هذا لكثير من الصحابة والتابعين ولم ينكر بعضهم على بعض، وأما ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن جابر بن عبد الله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم: فدققت الباب فقال: من هذا؟ قلت أنا، قال أنا أنا كأنه كرهه.

قال العلماء: كرهها، لأن أنا لا تعرف الغائب عن المتكلم، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما قال من هذا ليعرف من يدق الباب.

قال النووي:

وإنما كره لأنه لم يحصل بقوله أنا فائدة تزيل الإبهام، بل ينبغي أن يقول فلان باسمه وإن قال أنا فلان فلا بأس كما قالت أم هانئ حين استأذنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه؟ فقالت: أنا أم هانئ، ولا بأس أن يصف نفسه بما يعرف به إذا لم يكن منه بد وإن كان صورة له فيها تبجيل وتعظيم بأن يكني نفسه أو يقول أنا المفتي فلان أو القاضي أو الشيخ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني