الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من عق والديه عقه أولاده

السؤال

السلام عليكم.كما نعلم فان الله قد توعد من يعق أبويه بأن يجعل أولاده يعقونه.. وبما أن الله أراد من هؤلاء الأولاد أن يعقوا آبائهم كما توعدهم فهل عليهم إثم (أي على أولاد الذي كان يعق أبويه) إذا ما عقوه؟ والشيء نفسه بالنسبة لتوعد الله للمسلمين الذين يطغون ويعصون، وعدهم أن يبلوهم بحاكم طاغ فهل على هذا الحاكم إثم، وهو أداة الله لعقابهم إن صح هذا التعبير؟ وجزاكم الله خيرا...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
وعد الله الذي يطيع والديه ويبرهما بالجنة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة. ومن لم يقم بحقهما ولم يخدمهما فقد تعرض لسخط الله وعقابه والله تعالى لم يعين نوعا من العذاب في الدنيا فربما يأتي له أولاد يؤذونه، ولا يطيعونه ويكون ذلك بسبب عمله وإهماله وتسليط الشيطان عليه، حتى أدى بهم أن تسلط عليهم الشيطان من ورائه.
ولم يأمر الله أولاده أن يؤذوه وما رضي الله ذلك لهم بل أمرهم بالبر فهم مأمورون بأمر الله، وامتثال أمره، فلو كان رجل عنده أبوه، وقد آذى أبوه والده، فليس له أن يعمل كما عمل وإلا فيعذب، كما عذب هو. ومثل ذلك من تسلط على قوم يعصون الله وهو لا يريد ردهم ولا تأديبهم، وإنما يريد إشباع غرائزه الشيطانية والتسلط عليهم بما يملي عليه عقله وفكره وشهوته. فهو ظالم خارج عن دين الله والله يعاقبه. والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني