الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفور العبد من الوساوس الشيطانية علامة صحة الاعتقاد وقوة الإيمان

السؤال

كل يوم آتي بناقض من نواقض الإسلام فعليًّا، فإذا رأيت شيخا على التلفاز أشعر أني سأضحك، فأجاهد نفسي بقوة، فأحيانا أضحك، أو إذا تذكرت شخصا ملتزما أجاهد وآخذ نفسي بقوة خشية أن أضحك فأحيانا يخرج مني نفس كأني ضحكت، أي كأنني أسخر وأستهزئ بالدين، فأستغفر وأتوب ثم أعود، لكن هذا بشكل كثير في اليوم مما يجعل الأمر ليس طبيعيا، وأشعر بالتعب يا شيخ من قوة المجاهدة في ذلك الأمر، مما جعل الأمر ملاحظاً علي -توتر+ شد أعصاب+ قلق- وأحيانا أفعل المعصية -مستحلاً لها- وهذا أيضا بكثرة في اليوم، وأحيانا إذا ذكرت الله أو قرأت القرآن يأتي على بالي شخص معين فأتقن القراءة جيداً وكأني لا أقرأ لله وقد وقعت في الشرك، لكن يا شيخ هل هذا وسواس؟ علما بأنه تعدى الهواجس الداخلية إلى أفعال، والغريب في الأمر أنه تقريبا يحدث معي هذا في اليوم كثيراً مرة بعد مرة، وأستغفر وأتوب كثيراً منه مما جعل الأمر متعبا مع المجاهدة، فهل أتجاهله؟ أشعر أن العلاج في ذلك لكن أخاف أن أموت وأنا على تلك الحال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية ننبه السائل على أن حكمه على نفسه أنه يأتي كل يوم بناقض من نواقض الإسلام فعلياً، ليس بالأمر الهين، فإن الاستهزاء بالدين وشعائره واستحلال المعاصي من موجبات الكفر، والظاهر أن السائل الكريم يعاني من الوسوسة في هذا الباب، فعليه أن يطرح هذه الأفكار ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً، فإن الوسوسة مرض شديد فلا يفتح بابه على نفسه بالتعمق في ذلك.

وقد ذكر السائل عن نفسه ما يؤكد ذلك، حيث إنه يستغفر الله ويتوب إليه من مجرد حكاية هذا الوضع، ويذكر عن نفسه قوة المجاهدة له، ومن المعلوم أن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. انتهى.. وراجع في ذلك الفتويين رقم: 7950، 12300.

وقد سبق أن بينا ضوابط التكفير وخطر الكلام فيه، وأن من ثبت إسلامه بقين فلا يزول إسلامه بالشك، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 721، 106396، 53835.

فعليك -أخي الكريم- بالإعراض عن هذه الوساوس الشيطانية، وتجاهل هذه الخطرات المرضية، واشغل نفسك عنها بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والاهتمام بما ينفعك في أمر دينك ودنياك، لئلا تفسح المجال للشيطان، والهج بالدعاء والذكر ليكشف الله عنك البلاء.

وللمزيد من الفائدة عن الوسوسة وعلاجها يمكنك مراجعة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3086، 55678، 102447، 111084، 116946، 117004.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني