الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك صلاة مخصوصة بإجابة الدعاء

السؤال

ما هي الصلاة التي يستجاب فيها الدعاء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم صلاة بعينها مخصوصة بفضيلة استجابة الدعاء فيها، ولكن نصوص السنة قد دلت على أن الصلاة عموماً من أعظم المواطن التي يجدر بالمسلم أن يجتهد في الدعاء فيها، فدعاء المسلم في الصلاة وبالأخص في سجودها وقبل الانصراف منها من مظان الإجابة.

فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون أحدكم من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء. رواه مسلم.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. رواه مسلم.

وفي حديث ابن مسعود المتفق عليه بعد تعليمه صلى الله عليه وسلم لهم التشهد قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به.

والأحاديث الثابتة في دعائه صلى الله عليه وسلم في صلاته كثيرة جداً، ومن ذلك دعاء الاستفتاح قبل الشروع في القراءة، وقوله: رب اغفر لي بين السجدتين، وكان يقول صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. متفق عليه.

وعلم الحسن دعاء يدعو به في قنوت الوتر، وهو قوله: اللهم اهدنا فيمن هديت... إلى آخر الدعاء. أخرجه أهل السنن.

ولو تتبعنا الأدلة الدالة على ما ذكرناه، من مشروعية الدعاء في الصلاة وأنها من أعظم مظان الإجابة لطال ذلك جداً.

فعلى العبد أن يحرص على اغتنام فرصة الصلاة، والاجتهاد في الدعاء فيها مع الحرص على تحقيق شروط قبول الدعاء، من حضور القلب والإيقان بالإجابة وإطابة المطعم، والمشرب، والملبس، وعدم الاستعجال في الدعاء، وغيرها من شروط قبول الدعاء، والتي بيناها في الفتويين رقم: 2395، 2150.

فإن ذلك مما يرجى به أن يتفضل الله على عبده بإجابة الدعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني