الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم لبس ملابس النساء بدون قصد التشبه

السؤال

عندي ضعف جنسي بسبب مرض، والملابس الناعمة تثيرني عند الجماع، هل يجوز ارتداء شيء من ملابس الزوجة مثل عباءة أو شورت واسع عند الجماع بهدف المداعبة، ودون قصد التشبه؟ علما بأني سمعت من متخصص شريعة أزهري بجواز ذلك. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرجل منهيّ أشدّ النهي عن التشبّه بالنساء. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري .

ومن التشبه بالنساء لبس الملابس الخاصة بهن، فعن أبي هريرة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. رواه أبو داود وصحّحه الألباني.

وإذا كانت الملابس الناعمة تثيرك ، فينبغي أن تلبسها لك زوجتك لا أن تلبسها أنت ، فإن ذلك من انتكاس الفطرة ، كما أنّه ذريعة للتخنّث ، فإن الشرع نهى الرجال عن التشبه بالنساء لأن التشبه يؤدي إلى تشابه في الصفات والأخلاق ، فلا يجوز لك لبس ملابس زوجتك ، سواء قصدت بذلك التشبه بالنساء أم لم تقصد، فإن فعل ما هو مختص بالنساء لا يشترط في منعه قصد التشبّه.

وقال ابن تيمية في الكلام على التشبه بالكفار: وسواء قصد المسلم التشبه بهم أو لم يقصد ذلك بحكم العادة التي تعودها فليس له أن يفعل ما هو من خصائصهم. اهـ

وقال ابن عثيمين: إذا حصل التشبه حصل المحذور وثبت حكمه سواء بقصد أو بغير قصد. اهـ

وننصح السائل بالسعي في وسائل العلاج المشروعة عند المختصين ، مع كثرة الدعاء فإنّ الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني