الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لاجتناب سماع الأغاني

السؤال

هل يجوز سماع الأغاني من وراء أهلي؟ مع العلم بأن عمري 13 وأنا لا أريد أهلي أن يكسبوا آثامي، وأنا أعلم أن هذا حرام ولكن منذ سنة وأنا أسمعها على الراديو، ومن جديد صرت أشاهد الفيديو كليبت على النت وأنا منعت نفسي من ذلك لمدة أسبوعين ثم لم أستطع. فماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأغاني والفيديو كليب ونحو ذلك من المجون والفحش من المحرمات، ومن مفسدات القلوب، ومن أعظم وسائل الصد عن الله وعن ذكره سبحانه فهي كما قال سبحانه عنها: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ. {لقمان:6}.

قال ابن كثير في تفسيره: لما ذكر تعالى حال السعداء، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه، كما قال الله تعالى: اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. [الزمر: 23]، عطف بذكر حال الأشقياء، الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب، كما قال ابن مسعود في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ . قال: هو -والله- الغناء. انتهى.

وكونك في الثالثة عشرة من عمرك فهذا يعني أنك قد تكونين بالغة ومحاسبة على هذه الأمور، وحتى لو لم تكوني بالغة فاعتياد هذه المنكرات سيقسي قلبك ويسهل عليك ما تدعو إليه هذه الأغاني والكليبات من الافتتان، ومن العشق المحرم، ومن التهاون في ارتكاب المنكرات، ومن التفريط في طاعة ربك، وهذه كلها لا شك مفاسد كبيرة يجب أن تسدي بابها عنك في هذه السن، ومن النصائح للتخلص من هذه الأغاني والكليبات:

أن تستشعري مراقبة الله لك، فيجب أن تخافي منه أكثر من أهلك ومن أي مخلوق، وكذلك عليك بالصحبة الصالحة وتعلم القرآن والسنة، والمواظبة على الطاعة، وأن لا تجلسي وحدك، وجاهدي نفسك على هذا وسوف يوفقك الله تعالى كما وعد في قوله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. {العنكبوت:69}.

ثم عليك بإبعاد وسائل تسهيل هذه المنكرات، وتذكري أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: شاب نشأ في طاعة الله. كما في حديث الصحيحين.

ونسأل الله سبحانه أن يهدي قلبك، وأن يثبتك على الخير، وراجعي هذه الفتاوى في حكم الأغاني والكليبات، فالعلم بحكم الشيء بدليله من وسائل الهداية والثبات، وهذه أرقامها: 987، 5679 ، 45844،109803 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني