الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجو التوضيح إذا كان الخمر جائزا في النصرانية، مع الاستشهاد بالنصوص من الإنجيل في كلتا الحالتين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإنجيل الموجود حاليا ليس مرجعا يعتمد عليه ولا يجوز تصديق ما فيه في إثبات شيء أو نفيه نظرا لأن الأناجيل الموجودة اليوم أغلب ما فيها وضعه الواضعون فلا تجوز قراءتها إلا لعالم يريد الرد عليها، ولو تصورنا أن الانجيل لا يزال على ما نزل عليه فإنه لا يعتبر مرجعا في التحليل والتحريم عند المسلمين، بل يجب الرجوع للقرآن الكريم فهو مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها، وقد ثبت في القران الكريم تحريم الخمر في قولة تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}.

ثم إن الظاهر من كلام أهل العلم: أن الخمر كانت محرمة في دين عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

وقد ذكر صاحب كتاب تقارب الاديان: أن القساوسة والملوك وضعوا كثيرا من التشريعات وأطاعهم الجهال في التحليل والتحريم، وذكر أنهم أحلوا الخمر والخنزير وعبدوا الصلبان والصور الملزقة في الجدران وادعوا أن عيسى هو: الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة على اختلاف فرقهم.

ومن الشائع في خرفات النصارى العشاء الرباني وفيه شراب الخمر ويزعمون أن من شربها فكأنما شرب دم عيسى، وبالرجوع للكتب التي تتحدث عن النصرانية نجد الدكتور منقذ السقار ينقل عن توعد شارب الخمر بالحرمان من الجنة في قوله: ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني