الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجب الدية على من باشر الإجهاض ولا نصيب له فيها إن كان وارثا

السؤال

عطفا على سؤالي السابق برقم: 2224081
تلقيت ردكم بصدر رحب وقلب خائف من غضب الله ولا أريد أن أطيل عليكم.
وأرجو رجاء كبيرا بسعة صدركم نحوي لإخماد نار الندم والحسرة والقلق من غضب الله .
للعلم يا شيخي الكريم لما تلقيت هذه المصيبة من هذه المرأة وكان شرطي آنذاك بأن الجنين من الحالات التي يمكن فيها الإسقاط وحملتها تلك المسؤولية أمام الله - وكنت على ما أعتقد بأني قلت لها غير جازم بذلك عدم فوات 40 يوما على الحمل أو4 شهور لست متأكدا لطول المدة- ومن شدة خوفي، إلى هذا الحد وعلى أساس بأنها قد عزمت على الإجهاض لأنه لا حل لها إلا هذا قد استعجلتها قبل الوقوع في المحظور. ومع هذا لم أستطع نقلها مباشرة لما فيه من محرمات ومخاطر واقترحت عليها بأن تكلف شقيقي الأصغر الخ.....
المهم ولأن المدة طالت لم أستطع أن أذكر بأني شرطت عليها أن المدة 40 يوما أم 4 شهور، وبدأت أوسوس ولهذا راسلتكم وطلبت معرفة رأي الشرع بعد أن رجعت لها وتعرفت منها عمر الجنين بالضبط، وكان ولله الحمد لم يصل لمدة 3 شهور-85 يوما على أعلى تقدير -والحمدلله رب العالمين لم يبلغ ما كنت أخاف منه والعياذ بالله لأني كنت أوسوس بأني ارتكبت قتل نفس والعياذ بالله , وإن كانت المصيبة وقعت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
سؤالي من جديد بالله عليك يتمثل في شيئين :
السؤال الأول: حسب ما فهمت بأن هناك حالات للجنين وكلها محرمة وهي قبل التخلق وبعد التخلق وإلى حد 4 شهور وهو تاريخ نفخ الروح ويعتبر نفسا والله أعلم. وبما أني أذنبت بغير قصد الذنب وجبت علي الدية بعد أن تبث وأتوب لله العالي القدير. ما قيمة الدية بالدولار مثلا ً ليتم دفعها في الحال؟ ولمن يتم دفعها بالتحديد طالما أن الأم هي من فعلت ذلك وللعلم لها بنتان فقط لا غير ؟
والسؤال الثاني : كرهت هذه المرأة كرها ً شديدا وهي خالتي أخت أمي. فهل أقطع علاقتي بها مع العلم بأني أحفظ سرها وقليل اللقاء بها ؟
والسؤال الثالث: هل لو استغفرت الله وكفرت عن ذنبي بدفع الدية، أكون إن شاء الله من التائبين من هذا الذنب الكبير الذي قصدت به الستر ولم أقصد أن أذنب بتاتا ً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أفيدوني حول أسئلتي وهو ملخص ما يدور برأسي ، أطال الله في عمرك في طاعته. أنا بانتظارك على جمر أجارني الله وإياك منه؟
والله ولي التوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أنك ما دمت لم تباشر الإجهاض فلا يلزمك شيء من دية هذا الجنين، ولكن تلزمك التوبة فقط لمساعدتك لها بإرسال أخيك ليأخذها للمستشفى للإجهاض كما أوضحنا بالفتوى السابقة، ومن تاب تاب الله عليه، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 2969.

وتجب الدية على من باشر هذا الإجهاض، وتسلم إلى ورثة هذا الجنين، ومن حصل منه مباشرة للإجهاض منهم فلا نصيب له في هذه الدية، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 9332.

وأما مقدار دية الجنين فهي عشر دية أمه ولا نستطيع ذكر قيمتها بالدولار، ويمكن الرجوع إلى أهل الخبرة لمعرفة ما يمكن أن تعادل قيمتها بالدولار.

وأما كرهك لخالتك بسبب الجرم الذي فعلته فلا حرج فيه، ولكن لا يجوز لك قطع علاقتك بها لأن في هذا قطعا للرحم وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وراجع في صلة الرحم الفتوى رقم: 76678.

وعليك أن تنصحها بالتوبة وأن تستمر في سترك لأمرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني