الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على الموظف الالتزام بقوانين تنظيم العمل حضورا وانصرافا وغيرها

السؤال

كنت أعمل معيدا في إحدى الكليات ببلدي ونظرا لكثرة الفساد الإداري في الدوائر الرسمية لبلادنا وتسلط مجموعة سياسية معينة على الهيكل الرسمي للدولة ـ وضعهم غير قانوني ـ فإنه لم يتح لنا الحصول على اللوائح الخاصة بنا والتي تبين ما لنا وما علينا.
في ظل هذه الظروف كان العمل في الكلية يتحدد بحسب عضو هيئة التدريس المسؤول وكان معظمهم من الزائرين من خارج البلد، فمرة نلزم بعمل، ومرة أخرى لا يسأل عنا، ومرة أعطى مكتبا، ومرة أخرى يؤخذ مني بدون أي تنبيه، وأجد أشيائي في مكاتب الآخرين، و مرة توقفنا أعضاء المجموعة السياسية المسيطرة عن العمل وهكذا.
لم أكن راضيا عن الوضع ولكن ـ ما باليد حيلة ـ وكان جو العمل مقيتا يسوده جو من الحقد والمكائد والمؤامرات الخفية، ولذلك لم أكن أحضر بشكل يومي ـ علما بأنني لم أكن ملزما بالتوقيع للحضور والانصراف وألزمنا بذلك في فترة تحت ضغط بعض الموظفين، ولكن لا أعلم ما قانونية ذلك، حيث إنه لم يتح لنا الحصول على اللوائح الخاصة بنا والتي تبين ما لنا وما علينا.
وللإيضاح عدم ذهابي للعمل لم يتوقف عليه أية نتائج للطلبة، فالمحاضرات والمعامل والامتحانات كلها تسير بانتظام بنا أو بدوننا، كما أنني لم أتوانى عن أي عمل طلب مني، ولكن حينما لم يكن لدي عمل لم أكن أحضر كثيرا.
تم ابتعاثي وتفوقت وعدت لبلدي وأنا حاليا أدرس في الجامعة ـ والحمد لله ـ ولكن يؤرقني الراتب الذي أخذته أيام كنت معيدا، خصوصا أنني كنت أعمل تارة وأتغيب تارة ولم يكن هناك وضع معروف ومستقر ـ و لم أتسبب أنا في هذا ـ هل هذا الراتب من الدولة حلال أم حرام؟.
و للعلم هذا الراتب يصرف من خزينة الدولة، وفي المقابل أخذت مني الدولة أموالا بغير حق تفوق قيمة الراتب الذي أخذته، أوتساويه على أقل تقدير، ودفعتها مكرها، إذا قمت ببعض الأعمال مجانا في الكلية، هل يجزيء هذا عن الراتب الذي أخذته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان الواجب عليك أثناء عملك بوظيفة معيد أن تلتزم بما تنص عليه اللوائح أو بما يقرره المسئول عنكم إذا كان مخولاً بذلك في شأن الحضور والالتزام بالعمل الموكل إليك، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها : 102455، 115404، 117853.

والغالب أن عمل المعيد في الجامعة من الأعمال التي لا يشترط فيها الالتزام بدوام معين، وإنما يكون الحضور بحسب احتياجات العمل وكما يحدده المسؤول المختص بذلك، وعلى هذا لا نرى حرجاً فيما كنت تقوم به من عدم الحضورعند عدم الإلزام بذلك وعدم وجود عمل، ولا حرج عليك فيما أخذته من راتب عن تلك الفترة.

وننصحك بالاهتمام بعملك وإتقانه والحرص على نصح طلابك وإرشادهم إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، ونسأل الله تعالي أن يوفقك في دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني