الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة الفائتة دين في الذمة لا تبرأ إلا بقضائها

السؤال

أنا أعاني من مرض الوسواس القهري في الصلاة والوضوء، ولدرجة أنني تركت الصلاة وتبت إلى الله ورجعت تقريبا ثلاث مرات أتوب وترجع إلي، وعلما أن علي قضاء من رمضان الماضي، هل يجب علي قضاؤه بعد التوبة؟.
أرجو الإفادة،أختكم الفقيرة إلى الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يعافيك من هذا الداء، ثم اعلمي أننا قد بينا علاج الوسوسة في كثير من الفتاوى، وأنه يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها. وانظري الفتوى رقم: 51601، والشيطان حين يتسلط على العبد بالوساوس إنما يريد أن يصده عن العبادة ويصرفه عمّا يعتاده من الخير، فتركك للصلاة استجابة منك لكيده واستسلام لوسوسته وتلبيسه، فعليك أن تقاومي هذه الوساوس، وأن تتحلي بالصبر والشجاعة على مواجهة كيد هذا الشيطان الرجيم، فلا تمكنيه من أن ينال منك غرضه، ويصرفك عن طاعة ربك عز وجل والتي هي سبب السعادة في الدنيا والآخرة، وعليك الآن إذا كان الله قد من عليك بالتوبة من ترك الصلاة أن تحملي نفسك حملا على نبذ الوساوس والإعراض عنها حذرا من أن يتكرر منك هذا الخطأ، ثم عليك أن تقضي ما تعمدت تركه من الصلوات في قول جمهور أهل العلم، خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وذلك لأن الصلاة دين في ذمتك فلا تبرئين إلا بقضائها، لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.

كما أن عليك أن تبادري بقضاء ما عليك من أيام رمضان قبل حلول رمضان الآخر، فإن تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان التالي لغير عذر لا يجوز، وأما إن كنت قضيت ما عليك من أيام أفطرتها فلا يلزمك إعادة قضائها بعد توبتك من ترك الصلاة، وإنما يلزمك قضاء تلك الصلوات فحسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني