الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المحافظة على السنن الرواتب

السؤال

هل يجب على الشخص أن يحافظ على السنن الرواتب كلها، وإذا نسيها فعليه قضاؤها؟ وإن كان يصليها مرة ويتركها أخرى، فهل الأفضل تركها كلياً؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجب على المسلم في اليوم والليلة سوى الصلوات الخمس، لحديث طلحة بن عبيد الله المتفق على صحته قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها، قال: لا، إلا أن تطوع.

فالسنن الرواتب غير واجبة إجماعاً، ولا يأثم المسلم بتركها، ولكن الحفاظ عليها من أهم الأمور، لما فيها من جبر نقص الفرائض، ولما لها من عظيم الأجر، فلا ينبغي لمسلم تمكن من فعلها أن يفرط في أدائها، وإذا فاتت السنة من السنن الرواتب لم يجب قضاؤها وإنما يستحب ذلك، كما بيناه موضحاً وذلك في الفتوى رقم: 55961.

ولا شك في أن فعل الرواتب أحياناً وتركها أحياناً خير من تركها بالكلية، فالصلاة خير موضوع فمن استكثر منها كان أعظم لأجره، ولا يقال إن ترك الصلاة خير من فعلها البتة، ولكن الأفضل من الأمرين جميعاً الحفاظ عليها وعدم تفويتها لما تقدم، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني