الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقع الطلاق إذا وصل الغضب إلى حد فقدان الشعور

السؤال

أنا رجل عصبي حاد المزاج، سريع الغضب، ولا حيلة لي في ذلك، وحدتي هذه تسبب لي مشاكل كثيرة، وخاصة في حياتي العائلية، فقد تغضبني زوجتي بكلمة أو تصرف يؤدي إلى شجار، تكون نتيجته الطلاق، في حين أنني لا أريد الطلاق ولا أفكر فيه، إن لم يكن ذلك من أجل زوجتي فمن أجل بناتي منها، ولكن في ساعة الغضب أذهل عن كل شيء، وأقول ما لم يكن في نيتي، وأتصرف تصرفات، قد يصفها بعض الناس بأنها جنونية وقاتل الله صورة الغضب، فإنها هي السبب، وقد حدث مني الطلاق مرتين على هذه الصورة، فأفتاني بعض أهل العلم بوقوع الطلاق في المرة الأولى، ومراجعة الزوجة، وقد كان، ومنذ أيام قامت مشادة بيننا مرة أخرى، بدأت زوجتي تسبني وتسب أهلي ووالدتي ـ حتى وصل بها الأمر أن تطعن فى رجولتي ـ فقلت لها كلمة الطلاق ستة أو سبع مرات، حتى وصل بي الأمر إلى تخريب أثاث المنزل، وقيل لي في هذه المرة: إنها لا تحل لي، فهي الطلقة الثالثة، مع أنني حين تلفظت بالطلاق كنت أشبه بالمحموم من شدة الغضب، وكنت مستعدًا لأي شيء في تلك اللحظات، ولكن لما برد الغضب ندمت أشد الندم، فهل عندكم حل لمشكلتي هذه؟ وهل يسمح الشرع أن تُهد الحياة الزوجية وتتمزق أسرة كاملة، بكلمة عابرة تصدر من إنسان في حالة غير متزنة وبدون نية ولا ترتيب سابق، ولكن هذا قدر الله، فأرجو أن أجد عندكم مخرجًا من هذه الورطة.
والله يحفظكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الغضب قد وصل بك إلى الحد الذي أفقدك شعورك وضبطك وصرت مدفوعاً إلى التلفظ بالطلاق دفعاً لا تملك أن تمسك لسانك عنه، فإن الطلاق لا يقع في هذه الحالة، كما بيناه في الكثير من الفتاوى، ومنها الفتويين: 115667، 11566.

وننبهك إلى وجوب مجاهدة نفسك في أمر الغضب، فإنه داء فتاك يضيع مصالح الدنيا والدين، وقد بينا خطورته وطرق علاجه في الفتوى رقم: 58964.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني