الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجهر بالذكر.. الجائز والممنوع

السؤال

قام بعض المصلين بأحد المساجد بأداء صلاة التسابيح جهرا وكان الإمام والمأمومون يرددون جميعا بصوت عال الأذكارالواردة في الصلاة، فهل هذا مباح؟.
مع جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف العلماء في مشروعية صلاة التسابيح، وقد بينا أن الراجح عندنا مشروعيتها، وبينا كيفيتها في الفتوى رقم: 2501، وبينا جواز إقامتها في جماعة، لأن الأصل في النوافل جواز صلاتها في جماعة وذلك في الفتوى رقم: 50888، ولكن ما فعله هؤلاء المصلون إماما ومأمومين من رفع الصوت بالذكر الوارد خلاف السنة بلا شك، فإن المأمور به والمشروع هو خفض الصوت بالذكرإلا حيث ورد ما يدل على مشروعية رفع الصوت بالذكر، قال تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {الأعراف: 55}.

وقال تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً {الأعراف: 205}. والمشروع في أذكار الصلاة كلها هو خفض الصوت والإسرار بها سوى ما استثني وأيضا، فإن اجتماعهم على ترديد هذه الأذكار بصوت واحد داخل في حد البدع الإضافية، لأن هذه الكفية في الذكر لم تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاحبه وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتويين رقم: 8381، ورقم: 17613، فعلى المسلمين جميعا أن يتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يقدموها على ما عداها، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة. رواه الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني