الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تنافي بين القدر والحكمة والجزاء

السؤال

هل الموت مكتوب مسبقا فى اللوح المحفوظ؟ أم أنه يتم كتابته على العبد كنوع من العقاب على ذنوبه، أو اختبار الصبر وقوة الإيمان، كأن يموت ابنه مثلا، فهل يكون ذلك مقدراً من قبل؟ أم أن الله عز وجل قرر وفاة هذا الابن عقابا لأبيه على ذنب معين أو تطهيرا له من ذنوبه، أو اختبارا لعبده على صبره على مصيبته؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالموت مكتوب قبل أن يخلق الله الإنسان، ولا تعارض بين كتابة الأقدار مسبقاً، وبين تنزلها بعد ذلك ووقوعها وفق حكمة الله سبحانه، فلا تنافي بين القدر والحكمة والجزاء، سواء كان ثواباً أو عقاباً، وسواء كان في الدنيا أو الآخرة، وكذلك الابتلاء كل ذلك مقدر من قبل الله سبحانه، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وكان عرشه على الماء.

وبخصوص المثال المذكور في السؤال فإن الله سبحانه خلق الإنسان وقدر ما سيفعله، وقدر له ما شاءه له من سعادة أو شقاوة، وقدر مع ذلك أسباب تلك الشقاوة أو السعادة، ومن ذلك تقدير الابتلاء والمصائب من موت ابنه وغير ذلك، مما قد يكون عقوبة وتطهيراً له، أو اختباراً ليمتحن قوة إيمانه وصبره، فييسر بذلك للحسنى أو للعسرى وفق ما سبق في علم الله جلا وعلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني