الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة من ضرب امرأة بغير وجه حق

السؤال

ماهي عقوبة الرجل الغريب في الشارع الذي يقوم بضرب أنثى وشتمها بألفاظ غير أخلاقيه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سباب المسلم فسوق كما صح بذلك الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم, وضرب المسلم وغير المسلم بغير وجه حق حرام, فعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين. رواه الإمام أحمد رحمه الله وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

جاء في فيض القدير: فضرب المسلم حرام بل كبيرة، والتعبير بالمسلم غالبي فمن له ذمة أو عهد معتبر يحرم ضربه تعديا. انتهى.

فإذا انضم إلى هذا أن الاعتداء وقع على امرأة فإن الإثم يزيد ويعظم الذنب لأن الأصل في المرأة الضعف وعدم القدرة على دفع العدوان خصوصا إذا كان الضرب من رجل, والاستطالة على الضعيف الذي لا يملك الدفع من الكبائر.

جاء في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الحادية والخمسون: الاستطالة على الضعيف والمملوك والجارية والزوجة والدابة، لأن الله تعالى قد أمر بالإحسان إليهم بقوله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا. انتهى.

أما عقوبة هذا الرجل فإنه - أولا- مستحق للتعزير من ولي أمر المسلمين أو من ينوب عنه، وهو - ثانيا -مستحق لعقوبة تتناسب مع ما قام به من الظلم والاعتداء، وإن عقوبة البغي والظلم غالبا تعجل لأصحابها في الدنيا مع ما ينتظرهم في الآخرة من غضب الله وعذابه إن لم يتوبوا, ففي الحديث الذي رواه البيهقي وصححه الألباني: ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي، وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. أخرجه أحمد وغيره وصححه الألباني.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني