الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق تحت الضغط النفسي الشديد

السؤال

لي صديق كان متزوجا ولديه أربعة أولاد كان يعيش مع زوجته في حب ووئام حتى حصول ظروف عائلية أدت إلى طلاق زوجته للمرة الأولى، وقام بإرجاعها وبعد ذلك تعرض لحالة نفسية كانت تجعله يتصرف أحيانا كالذي فقد عقلة وكان كثير الشك حول زوجته أن لها علاقات خارجيه رغم أنها امرأة محافظة جدا فتسبب ذلك في طلاقة لها للمرة الثانية, فقام أيضا بإرجاعها وبنفس الظروف طلقها للمرة الثالثة مع العلم أنه كان يتعالج عند طبيب نفسي في هذه الفترة، ومرت فترة من الزمن حتى تعافى تماما . فيريد أن يعرف ما حكم الطلقتين الأخيرتين كونهما وقعتا وهو فاقد بعض الشيء لقواه العقلية. لأنه يحب زوجته كثيرا وهي أيضا تحبه كثيرا مع العلم بأنه في فترة ابتعاده عن زوجته كان قد تزوج من امرأة أخرى ولا تزال على ذمته؟ أرجو أن تعطونا جوابا شافيا لهذه المسألة وجزاكم الله عنا ألف خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرت أن صديقك قد طلق زوجته طلقة واحدة قبل إصابته النفسية التي ذكرتها وهذه الطلقة نافذة بلا شك.

وبخصوص الطلقتين الواقعتين بعد مرضه فإن كان أوقعهما وهو يعي ما يقول فقد حرمت عليه زوجته حتى تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا نكاح رغبة لا نكاح تحليل، فإن فارقها بعد الدخول جاز لزوجها أن يتزوجها بعقد جديد بعد انقضاء العدة، وإن كان أوقع إحداهما وهو يعي ما يقول لزمته فقط دون غيرها، وإن كان أوقعهما معا وهو لا يعي ما يقول فلا شيء عليه لارتفاع التكليف عنه حينئذ فهو في حكم المجنون.

وإذا لم كن مجموع الطلاق ثلاثا فله تجديد العقد على زوجته إذا انقضت عدتها. وراجع في ذلك الفتويين: 123863، 35727. ولا يغير مما ذكرنا كونه تزوج من امرأة أخرى، وينبغي الرجوع إلى المحاكم الشرعية للتحقق من كون الزوج أوقع الطلاق وهو فاقد للوعي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني