الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يسافر للحج أم يبقى مع أمه لرعايتها؟

السؤال

توفي أبي منذ خمسة أشهر، كان ذلك مؤلمًا، وتمر أمي بمرحلة نفسية صعبة، إذ إنها تعيش معي فقط في المنزل، وتقضي يومها لوحدها.
تمنيت أن آخذها معي إلى الحج، إلا أنها أبت بعذر أنها ليست مستعدة هذه السنة، وتود أن أبقى معها في موسم الحج.
السؤال: هل يجب عليَّ أن أطيعها، وأؤخر الحج إلى سنة أخرى؟ علمًا أن أحد إخوتي سيكون في المنزل فترة غيابي في الحج (وهي تعلم هذا).

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت أمك لم تحج حج الفريضة، وكانت مستطيعة للحج هذا العام، فيجب أن تبادر إلى الحج، لأنه واجب على الفور، فتلطف بها لتعلمها هذا، وكذلك رغبها في حج التطوع إن كانت قد أدت حجة الإسلام، وعدها خيرًا بإعانة الله تعالى لها، وتحصيل الثواب العظيم المرتب على الحج، وذكرها أن الأعمار بيد الله تعالى ونحو هذا الكلام، فإذا فعلت هذا وامتنعت أمك فقد حزت خيرًا كثيرًا.

وإن لم ترض بهذا فإذا كانت هذه هي الحجة المفروضة عليك، فعليك أن تعتذر لأمّك برفق، ولا يجوز لك تأخير الحجّ، لأنّه واجب على الفور على الراجح من أقوال العلماء، كما بينّاه في الفتوى: 6546.

وأمّا إذا كنت قد أديت فريضة الحج قبل، وحجك هذا العام تطوع، فسفرك للحجّ من غير إذنها جائز ما دام أخوك سيقيم معها في غيابك.

قال ابن نجيم (الحنفي) في البحر الرائق: وَأَمَّا سَفَرُ التِّجَارَةِ وَالْحَجِّ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَخْرُجَ بِغَيْرِ إذْنِ وَالِدَيْهِ لِأَنَّهُ ليس فيه خَوْفُ هَلَاكِهِ. اهـ.

لكن الأولى في هذه الحال أن تطيع أمّك وتبقى معها، فإنّ ذلك من البرّ بها والإحسان إليها وهو من أفضل الأعمال وأحبّها إلى الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني