الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلفا فخرجت من البيت ورفضت العودة أو الكلام معه

السؤال

حدث بيني وبين زوجتي موقف، وكل منا يدعي الحق، وأود أن أعرف الرأي الشرعي في الأمر.
أنا متزوج منذ حوالي 5 سنين، ولكنني أعاني من مشكلة مستمرة وهي عدم طاعة زوجتي لي، وامتناعها عني بين الحين والآخر دون عذر أعرفه ، وفي كل مرة كنا نتخاصم، ومن ثم نحل خلافنا بطريقة ما ، وما حدث أنه وقبل حوالي الشهر طلبت من زوجتي القيام ببعض الأمور المنزلية (غسيل وكي أغراضي لكي أتمكن من الذهاب بها إلى العمل) ولمدة يومين أو ثلاث وكانت تهمل طلبي، حتى جاء اليوم الثالث وكنا كثيرا ما نمر بمثل هذا، وهممت بيني وبين نفسي أن أضربها ولكنني قلت هذا باعث شيطاني، وآليت أن ألجأ إلى طرف خارجي ليتدخل في حل مشكلتنا التي لا تنفك تتكرر، وقمت إلى أغراضي فكويتها بنفسي وهي تتفرج، ثم فكرت وقررت أن يكون من نلجأ إليه هو أحد والديها لظني أن ذلك أقل حرجاً بالنسبة لها، وفعلا ارتديت ملابسي وقبل أن أهمّ بالخروج قلت لها بكل هدوء: إنني ذاهب إلى العمل وعندما أعود ساصطحبك للذهاب إلى بيت اهلك لتستريحي عندهم لأسبوع أو عشرة أيام ...
وفعلا وعند المساء طلبت إليها أن تحضّر نفسها لكي أقوم بإيصالها فرفضت وتكلمت معي بعصبية شديدة، فقلت لها أن لا داعي للمشاكل فقالت لي مهددة أنها إذا ذهبت فستعمل على أن لا تعود، فقلت لها إن هذا الكلام ليس مهما، والمهم أن نذهب ومن ثم هناك نرى ما يحصل ...
وأثناء هذا اتصلت أمها فرحبت بها، وكلمتها بكل أدب ودار بيننا حوار عادي عن الحال والأحوال، ثم طلبت مني الكلام مع ابنتها فناديتها ..
ولما أن بدأت بالكلام سمعتها تطلب من أمها إرسال أخيها ليأخذها من المنزل، وقلت في نفسي إن كانت تريد أن يذهب بها أخوها فلا يهم، ولعلها تجلس عند أهلها يومين أو ثلاثا فترتاح أعصابها، ومن ثم آتي وأعرض مشكلتنا ونجد لها حلاً.
وبتنا كل في غرفة وعند الصباح توجهت إلى عملي وعدت ولم تكن موجودة فعلمت أن أخاها حضر وأخذها، ومنذ ذلك اليوم وهي جالسة في منزل أهلها وترفض هي وكل أفراد عائلتها الكلام معي بحجة أنني أخرجتها من بيتها بغير حق. فهل ما فعلته هو حقاً إخراج بغير حق، وإذا كان كذلك فهل يجوز لها في هذه الحالة الامتناع عن الكلام معي؟ وهل يجوز لها الخروج إلى الزيارات والمناسبات من بيت أهلها بدون إذن مني؟ وما الذي يترتب علي لتصحيح خطئي إذا كان فعلا ما قمت به هو إخراج .
علما أنني حاولت الاتصال بوالدها عدة مرات لأوضح له موقفي ولم يوافق على أن أكلمه، كما قام والدي جزاه الله خيراً بزيارتها وأهلها عدة مرات، وأخبرهم بوجهة نظري، ولكنهم مصرون على رأيهم وعلى مقاطعتي وهم يطالبون بالطلاق الآن، فهل يجوز لهم طلب الطلاق على هذا الأساس، وإذا كان كذلك فهل هي مجبرة على قضاء العدة في بيت الزوجية أم هي مخيرة في ذلك...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلته مع زوجتك لا يعدّ إخراجاً لها من البيت، ولا يجوز لها الامتناع عن كلامك، والواجب عليها أن تعود إلى بيتك، و لا يجوز لها أن تخرج من بيت أبيها دون إذنك.

والذي ننصحك به أن تسعى لإرجاع زوجتك إلى بيتك، ويمكنك أن توّسط بعض أهل الدين والمروءة ليصلحوا بينكما، فإن لم ينفع ذلك فيمكنك رفع الأمر للمحكمة الشرعية.

وأمّا عن طلب زوجتك للطلاق فإن كان لمجرد الخلاف الذي ذكرته، فلا يجوز لها ذلك، وأمّا إن كان لسبب آخر من الأسباب التي تبيح للمرأة طلب الطلاق فلا حرج عليها، وراجع الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق، في الفتوى رقم:37112.

وفي حال حصول الطلاق فالواجب على الزوجة أن تقيم في بيت زوجها الذي كانت تسكنه وقت الفرقة حتى تنقضي عدتها.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 17322.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني