الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفن المسلم في بلاد الكفر.. رؤية شرعية

السؤال

أنا مقيم فى إيطاليا منذ ما يقرب من 25 عاما أنا وأسرتى .سؤالي الأول : هل يجوز للمسلم أن يدفن فى الدولة التى مات فيها ولو كان أغلبيتها نصارى ؟ مع العلم أن شحن جسد المتوفى إلى مصر يتكلف حوالى 4 ألاف يورو ، أليس الحي أبقى وأولى من الميت ؟سؤالى الثانى : إذا رأيت جنازة لنصرانى ماذا أقول ؟سؤالى الثالث : هل يجوز لي أن أشارك فى جنازة جاري النصراني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا حرج في دفن المسلم ببلاد الكفار غير أنه لا يدفن في مقابرهم، ويدل لجوزاه دفن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بالقسطنطينة، كما يدل له أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والتابعين أنهم كانوا يحرصون على نقل الشهداء الذين استشهدو ببلاد الكفر، ولكن المسلم ينبغي له الحرص على المقام ببلاد المسلمين إن أمكنه ذلك، وهو متعين إذا خشي على نفسه وولده ضياع الدين أو الأخلاق.

وأما جنائز الكفار فقد صرح أهل العلم بمنع اتباعها. فقد قال مالك في المدونة: ولا يغسل المسلم والده الكافر ولا يتبعه ولا يدخله قبره. انتهى.

قال صاحب الإقناع: وإنما منع المسلم من اتباع جنازة الكافر وإدخاله في قبره لما فيه من التعظيم خشية الصلاة عليه وهي محرمة بنص القرآن الكريم.

ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي في القرآن عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم فقد قال الله تعالى: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ. {التوبة:84}.

ولكن تجوز تعزية الكافر في ميته وتجوز زيارة الكافر المريض كما زار النبي صلى الله عليه وسلم الشاب اليهودي ودعاه إلى الله حتى أسلم كما في الحديث الذي رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني