الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تستحب التسمية بعد الانتهاء من الطعام.

السؤال

أعلم أنه من نسي بسم الله في أول الأكل وتذكر في نصف الأكل، فإنه يقول بسم الله أوله وأخره. ولكن إذا أنهيت طعامي تماما، وتذكرت أني لم أذكر الله ونسيت، فماذا علي أن أفعل؟
فهل يجوز لي أن آخذ شربة ماء أو أكل أي لقمه مثلا وأقول بسم الله أوله وآخره على أساس أني لم أنه الأكل وبعد ذلك أقول الحمد لله ؟ وهل هنا أكون قد تحايلت( مع أن نيتي رضا الله وبعد الشياطين عن أكلي كما في الحديث الشريف ) !!!
أم أستغفر ربي وتكون نيتي أني سميت، وبذلك لا تكون الشياطين قد شاركتني الأكل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وإذا نسي الآكل فلم يتذكر البسملة إلا بعد الانتهاء من الأكل فلا شيء عليه؛ لقوله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:276}.

وذكر المناوي في فيض القدير: قولا لبعض أهل العلم أنه يسمي بعد الانتهاء من الأكل وضعف ذلك القول.

وذكر ابن علان مثل ذلك فقال: وظاهر الخبر يتناول ما بعد الفراغ وأخذ بعديته جمع من أصحابنا ..... انتهى. ثم ذكر بعد ذلك ترجيح خلاف هذا، وأنه لا تستحب التسمية بعد الانتهاء من الطعام.

وأما أن يأكل الآكل لقمة بعد عزمه على الانتهاء ويسمي عليها فالظاهر أن هذا لا حرج فيه، ولكنا لا نستطيع الجزم بإجزائه عن التسمية أثناء الطعام.

وأما الحمدلة بعد الانتهاء فلا تغني عن التسمية المطلوبة، وأما عن شيء آخر فلا نعلم فيه إلا ما ذكر النووي في الأذكار أنه يقرأ سورة الإخلاص حيث قال: روينا عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نسي أن يسمي على طعامه فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ. انتهى.

وقد ذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية أن هذا الخبر موضوع وعده الشوكاني والسيوطي وابن الجوزي في الموضوعات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني