الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التلاوة على تراب النمل ونثره بالبيت طلبا لبيعه

السؤال

لي بيت عرضته للبيع ولم يتم بيعه لفترة طويلة وكنت بحاجه للمال، وقالت لي صديقتي أن آخذ تراب النمل وأقرأ عليه الإخلاص والمعوذات والفاتحة ثلاث مرات وأنثره داخل البيت، وفعلا فعلت ذلك وتم بيع البيت بعدها فهل يجوز مافعلته شرعا، لكوني استعنت بآيات قرآنية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقراءة القرآن لها فضلها وأجرها ـ بلا شك ولا خلاف ـ والرقية والاستشفاء به من أمراض القلب والصدر والنفس، ومن أمراض البدن والجوارح، نافعة بلا شك، خاصة بالمعوذات، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.

كما في الصحيحين وغيرهما.

وقد سبق لنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 111313.

وأما عن الصورة المسؤول عنها ـ وهي قراءة القرآن على تراب النمل ثم نثره داخل البيت طلبا لبيعه ـ فمثل هذا العمل أقرب إلى الدجل والشعوذة ولا يعرف نفع مثل ذلك ـ لا بالشرع ولا بالعقل ولا حتى بالتجربة والعادة ـ وما حصل مع السائلة من مصادفة إتمام البيع لهذا العمل الغريب لا يعني أنه سبب له، وقد نص أهل العلم على أنه من الشرك أن يعتمد إنسان شيئا من الأمور سببا لشيء، إلا ما أذن الله فيه من ذلك شرعا أو حسا، قال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد: القاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا، فإنه مشرك شركا أصغر. انتهى.

وذكر الشيخ في الكتاب نفسه في فوائد حديث عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، فقال: انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبدا.

قال: إن الأسباب التي لا أثر لها بمقتضى الشرع أو العادة أو التجربة لا ينتفع بها الإنسان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني