الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاجتكم للمال لا تبيح لكم منع أعمامكم من حقهم في التركة

السؤال

والدي توفي ونحن ثلاث بنات ووالدتي، وكان يدخر مبلغا في المنزل على أساس أنه لنا، لأنه واثق من أن إخوانه لن يتنازلوا بعد وفاته ـ مع أنهم ميسورون ـ وبعدها مرض وجلس بالمستشفى وكان يحتاج لأدوية فتم صرف المبلغ، وله تأمين، ولكي نسترد المبلغ لا بد من إعلام ورثته وإخوته، ومن المؤكد أنهم سيتدخلون في الميراث ولا يريدون التنازل ويظنون أننا نملك فلوسا ـ ونحن لا نملك شيئا ونحتاج لهذا المبلغ ـ والمعاش قليل ولا أحد منا يعمل، وأمي مريضة وتحتاج للعلاج 3 مرات فى الشهر وعمي كان يكبر أبي جداً ويقول في حقه كلاما غير طيب قبل وبعد موته، وبعدها يقول على جدي ـ والد أمي ـ وبعد ما توفي والدي يقول علينا وعلى أمي ـ مع أنها لا تستطيع الوقوف على قدميها ـ ويقول لأم أمي، وموقفها ـ زهيل ـ وبعد هذا يقول لعمتي الكبيرة وهي تصدقه، مع أننا ما عملنا أي حاجة تدل على هذا، وكل جيرننا يشهدون على ذلك، وكل هذا، لأنه يريد أن يمنع أي أحد من أن يأتينا ـ حتى الأقارب رجال ونساء ـ وهو يأتي فى أي وقت ليتخلص من شيء خاص بأبي في مقابل التنازل، ونحن نقول: لماذا نبقى مثل ما كان أبي يعرفه؟ وأنا أعرف أن هذا شرع ربنا، لكن ربنا لا يرضى بالظلم، ودموع أمي ودموع أبي قبل الفراق وجدي الذي مات مذهولا من هذا الكلام، وأبي الذي كان يشقى من أجله وفى الآخر يأتي هذا ويأخذها بعد هذه البهدلة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمتم لم تقبضوا المبلغ الذي كان والدكم يريد أن يهبه لكم قبل وفاته، فلا حق لكم فيه، فبعد موته صارت أمواله تركة لورثته جميعاً، لكم منها الثلثان، ولأمكم الثمن، والباقي لأعمامكم، وإذا كان عمكم يسيء إليكم فذلك لا يسوغ الاعتراض على حقه في الإرث، كما أن حاجتكم للمال لا تبيح لكم منع أعمامكم من حقهم في التركة وإذا لازمتم التقوى فسوف يفرج الله عنكم ويغنيكم من فضله، قال الله تعالى: وَمَن يتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني