الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس في قراءة الأدعية من الكتاب

السؤال

عندي ـ يا شيخ ـ كتاب مكتوب فيه بعض الأدعية النافعة وأمي لا تريدني أن أدعو الله تعالى من كتاب وتقول لي ادع بالذي في نفسك، علماً بأن هذا الكتاب فيه أدعية مأثورة جداً رائعة أجهلها، فهل يجب علي طاعتها في ذلك؟ وما الحل؟.
وجزاكم الله تعالى خير الجزاء ولا تنسونا من صالح دعائكم لي ولوالدي وللمسلمين جميعاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الكتاب يشتمل على أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكنت لا تحفظين هذه الأدعية فالدعاء من هذا الكتاب لا بأس به، بل هو أمر حسن، لما في التزام الأدعية المأثورة من البركة والنفع العظيم. ولكننا ننصحك بالاجتهاد في حفظ ما تيسر من هذه الأدعية، ليكون الدعاء بها عن ظهر قلب فهو أجمع لقلبك وأعون على استحضار معاني الدعاء، قال العلامة ابن باز ـ رحمه الله: لا مانع أن يقرأ الإنسان الدعاء من الورقة إذا كان لا يحفظ وكتب الدعاء في ورقة وقرأه في الأوقات التي يحب أن يدعو فيها، مثل آخر الليل، أو أثناء الليل، أو غيرها من الأوقات، ولكن لو تيسر حفظ ذلك وأن يقرأه عن حضور قلب وعن خشوع كان ذلك أكمل. انتهى.

ولا تلزمك طاعة أمك في ترك الدعاء من هذا الكتاب، لأنه لا ضرر عليها في دعائك منه ولا منفعة لها في تركك الدعاء منه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاختيارات: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ـ وإن كانا فاسقين ـ وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر عليه. انتهى.

ونحن نظن بأمك الخير وأنها تريد أن يكون دعاؤك عن ظهر قلب، ليكون أجمع لقلبك ـ كما قدمنا ـ فعليك أن تجتهدي في إرضائها ما أمكنك وأن تستظهري من هذه الدعوات ما تقدرين عليه، وإن احتجت إلى الدعاء من هذا الكتاب فبيني لها ما في الأدعية المأثورة من البركة وأنك تدعين من هذا الكتاب ريثما يتسنى لك حفظ هذه الأدعية واذكري لها كلام أهل العلم في جواز ذلك، وما نظن إلا أنها لن تمانع في دعائك من الكتاب ـ إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني