الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين النية والإخلاص

السؤال

ما الفرق بين الإخلاص والنية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإخلاص تمحض العمل لله عز وجل وحده، بحيث لا يشوبه أي قصد آخر، كما قال تعالى: لَبَنًا خَالِصًا.

أي لا يشوبه شيء مما استخلص منه وهو الفرث والدم.

وقد عرفه بعضهم بقوله: الإخلاص تصفية العمل من الكدورات.

والنية: هي قصد العمل وعزيمة القلب أو انبعاثه نحو ما يريده، وهي التي تفرق بين أنواع العبادة كما تفرق بين العبادة والعادة.

وتطلق النية ويراد بها المعنيان ـ الإخلاص والقصد ـ كما في الحديث: إنما الأعمال بالنيات.

الحديث.

قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم: والنية في كلام العلماء تقع بمعنيين: أحدهما: تمييز العبادات بعضها عن بعض كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلا، وتمييز رمضان من صيام غيره، أو تمييز العبادات من العادات كتمييز الغسل من الجنابة من غسل التبرد والتنظيف ونحو ذلك، وهذه النية هي التي توجد كثيرا في كلام الفقهاء في كتبهم.

والمعنى الثاني: بمعنى تمييز المقصود بالعمل وهل هو لله وحده لا شريك له؟ أم لله وغيره؟ وهذه هي النية التي يتكلم فيها العارفون في كتبهم في كلامهم على الإخلاص وتوابعه وهي التي توجد كثيرا في كلام السلف المتقدمين.

وقد يعبر عنهما بالإرادة والابتغاء، كما في قول الله تعالى: يُرِيدُونَ وَجْهَهُ {الأنعام : 52}.

وقوله تعالى: إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ {البقرة: 272}.

وقال صلى الله عليه وسلم: من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى.

رواه أحمد وغيره.

فتبين أن النية أعم من الإخلاص.

وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 7515، 128169، 31449.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني