الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث (من قرأ حم الدخان في ليلة..)

السؤال

ماذا يعني: أن من قرأ سورة الدخان في المساء يسبح له سبعون ألف ملك؟ وهل يوجد لها فضل آخر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المشار إليه قد ورد بلفظ: من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.

وقد رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعمر بن أبي خثعم يضعف.

قال محمد: وهو منكر الحديث.

انتهى.

وبالغ ابن الجوزي: فأورد الحديث في الموضوعات.

وحكم بوضعه ـ كذلك ـ الشيخ الألباني.

وذهب بعض المحدثين إلى أنه ضعيف لا موضوع، قال ابن عراق في تنزيه الشريعة: أخرجه الترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي غريب وعمر بن أبي خثعم يضعف.

قال محمد: هو منكر الحديث.

انتهى.

وقال ابن الجوزي: فيه عمر بن راشد تبع فيه ابن حبان.

وقال الذهبي في الميزان: عمر بن راشد غير عمر بن أبي خثعم ذاك عمر بن عبد الله وهو صاحب حديث سورة الدخان.

انتهى.

ولم يجرح بكذب، فلا يكون حديثه موضوعاً.

انتهى.

ومعنى الحديث واضح وهو: أن الله يثيب من قرأ سورة الدخان في ليلة بأن يوكل سبعين ألف ملك يستغفرون له، قال المناوي في فيض القدير: من قرأ حم الدخان في ليلة ـ أي ليلة كانت، كما يفيده التنكير ـ أصبح أي دخل في الصباح والحال أنه يستغفر له سبعون ألف ملك أي يطلبون له من الله الغفران لستر ذنوبه بالعفو عنها وعدم العقاب عليها.

انتهى.

وقد عرفت أن الحديث ضعيف أو موضوع، فلا تقوم به حجة.

وقد وردت أحاديث أخرى غير هذا الحديث في فضل سورة الدخان ولا يصح منها شيء، كحديث: من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له.

أخرجه الترمذي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

وروى الطبراني من حديث أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بها بيتاً في الجنة.

ورمز له السيوطي بالحسن، ولكن قال الهيثمي فيه فضالة بن جبير ضعيف جداً.

والحاصل أنه لا يثبت في فضل سورة الدخان شيء، وانظر الفتوى رقم: 41728، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني