الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوم الزوج في غرفة أخرى لتأذيه من بكاء طفلته الرضيعة

السؤال

أنا والحمد لله متزوجة برجل على خلق ودين، ولدينا بفضل الله ومنّه ابنة عمرها عشرة شهور، منذ فترة بدأ زوجي يتضايق من استيقاظ ابنتنا بالليل طلبا للرضاعة وبدأ بالمبيت في غرفة أخرى، واشترط ان أعود ابنتنا ذات العشرة شهور أن تنام في غرفة أخرى حتى يرجع هو للمبيت معي، علما أنه لا يقصر في واجباته الزوجية فنحن والحمد لله مواظبان على اللقاء الشرعي ولكن مبيته في غرفة أخرى أزعجني كثيراً وأنا أفتقده وأحس أنه نبذني ولم يساندني. السؤال هو: هل من حقه أن يبيت في غرفة أخرى دون رضاي، وهل له أن يخيرني بينه وبين ابنتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأولى للزوج أن ينام مع زوجته في فراشها ما لم يكن له عذر، لكن ذلك ليس بواجب عليه ما دام يوفيها حقها من القسم والوطء.

قال النووي: والصواب في النوم مع الزوجة أنه إذا لم يكن لواحد منهما عذر في الانفراد فاجتماعهما في فراش واحد أفضل، وهو ظاهر فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واظب عليه مع مواظبته صلى الله عليه وسلم على قيام الليل، فينام معها فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب وعشرتها بالمعروف لاسيما إن عرف من حالها حرصها على هذا. شرح النووي على مسلم.

وعلى هذا فلزوجك أن يبيت في غرفة أخرى ما دام لا يقصر في حقوقك ويتأذى من نوم الرضيعة معكم.

وننبه إلى أن الأصل في علاقة الزوجين التواد والتراحم والتفاهم والتغاضي عن الهفوات ومراعاة كل منهما لظروف الآخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني