الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة

السؤال

فضيلة الشيخ، عندي خالة توفيت بعد عيد الأضحى، وقد استمرت معها سكرات الموت مدة أسبوع كامل وخلالها كانت دائما تخرج لسانها وكان أبيض اللون ولم نعرف سبب ذلك. أرجو الافادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سكرات الموت لا بد منها لكل نفس كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ. {العنكبوت:57}. وقال سبحانه تعالى: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ. {ق:19}.

وشدة هذه السكرات لا تدل على سوء أو نقص في الميت، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند موته: لا إله إلا الله إن للموت سكرات. رواه البخاري عن عائشة. وفي رواية في الصحيح أنها كانت تقول: فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر في فتح الباري: في الحديث أن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته. اهـ.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: لما رأيت شدة وفاته صلى الله عليه وسلم علمت أن ذلك ليس من المنذرات الدالة على سوء عاقبة المتوفى وأن هون الموت وسهولته ليس من المكرمات. اهـ. وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 60147، 71977.

وأما إخراج اللسان وبياضه فلا علم لنا بدلالته، والذي نظنه أنه ليس لذلك علاقة بحال العبد ودينه ومقامه عند الله وإنما يكون بسبب الحالة العضوية للبدن من المرض والوهن والتعب ونحو ذلك، وعلى أية حال فالبحث عن ذلك ليس له أية فائدة ولا يترتب عليه علم نافع ولا عمل صالح وإنما الذي يصلح الحي وينفع الميت أن تذكروا محاسن خالتكم هذه وتكثروا من الدعاء لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني