الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رفع الصوت على الأم الطاعنة في السن

السؤال

أمي امرأة كبيرة في السن ومريضة بالسكري والكلى والقلب، وقد تخرجت من الدراسة وجلست بالبيت قصد الاهتمام بها وبأبي المريض، لكن أمي أصبحت مثل الأطفال، وفي الليل لا تتركنا ننام ـ وأبي كذلك ـ فأضطر إلى معاملتها كالأطفال وأتكلم معها بصوت عال، لتنام مباشرة، لكن لم أجد حلا غير هذا، مع العلم أنها لا تنزعج من ذلك، فهل هذا خطأ؟ وماذا علي فعله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمرنا الله بمخاطبة الوالدين بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، ونهى عن زجرهما وإغلاظ القول لهما، قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23،24}.

قال القرطبي: وقل لهما قولا كريما.

أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما.

قال عطاء: وقال ابن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما.

ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.

فلا يجوز لك رفع صوتك بقصد زجر أمّك ـ حتى ولو كانت لا تغضب من ذلك ـ وأما إذا كان رفع الصوت بقصد إسماعها، فلا بأس به، ويمكنك استشارة طبيب مختص لمعرفة وسيلة مناسبة للتعامل معها في هذه الظروف دون رفع صوت أو إغلاظ في الكلام، واعلمي أنّ صبرك على ذلك وبرّك بوالديك من أفضل الأعمال عند الله ومن أنفع الطاعات التي ترجى بركتها في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني